تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن قوله ? ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد ? التغابن 5 ـ 6 لمن المثاني مع قوله ? ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ? التوبة 70 ويعني أن الله نبّأ النبي الأمي محمدا ? في القرآن بأن الكفار والمنافقين سيهلكون في الدنيا بمثل ما أهلكت به الأمم المكذبة من قبل، ودلالة قوله ? فذاقوا وبال أمرهم ? هي أنهم قد عذّبوا في الدنيا بعذاب جامع ماحق وعطف عليه أن لهم عذابا أليما يعني في الآخرة، ودلالة قوله ? فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ? حيث وقعت في القرآن أنهم قد عذبوا.

إن قوله ? وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار ? في حرف التوبة قد تعدى إلى موعودين تقدم ذكر المتأخر منهما كما هو تفصيل الكتاب في سياق خطاب المؤمنين، فالموعود الأول المتأخر ذكره هو قوله ? ولعنهم الله ?، والموعود الثاني المتقدم ذكره هو قوله ? نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ?، ولعنهم في الدنيا يعني إهلاكهم بعذاب من عند الله كما تقدم والمعنى أن الله لعنهم كالذين من قبلكم وهم الأمم المهلكة من قبل، وكذلك وعدهم نار جهنم كالذين من قبلكم من الأمم المكذبة المهلكة.

فالوعدان متعلقان بقوله ? كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة ?.

وإن قوله ? وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله ? إبراهيم 8 ـ 9 لمن المثاني مع قوله ? أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ... ? النجم 36 ـ 54

ويعني حرف إبراهيم أن موسى نبّأ قومه بني إسرائيل بمثل مصارع قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وهم القرون الكثيرة بين ثمود وقوم لوط، وإنما خاطب موسى في نبوته هذه بني إسرائيل وهم قومه بقرينتين أولاهما أن القرآن لم يصف فرعون وقومه بأنهم قوم موسى وإنما وصف به بني إسرائيل، وثانيهما قوله ? وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ? إبراهيم 6 وإنما تمت نجاة بني إسرائيل من آل فرعون بعد إهلاك فرعون، مما يعني أن قوله ? ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم ? هو من خطاب موسى بني إسرائيل بعد هلاك فرعون وكذلك قوله ? وذكّرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ? إبراهيم 5 يعني تذكيرهم بأيام الله أن يوما كالذي أهلكت فيه كل أمة مكذبة من قبل سيأتي مثله فيتذكر به بنو إسرائيل أيام الله وبقرينة قوله ? إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور? كما بينت في كلية الآيات.

ولقد نبّأ الله موسى بمثل ذلك بعد هلاك فرعون وبعد أن آتاه التوراة وذلك قوله ? وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار الفاسقين ? الأعراف 145 فقوله ? سأوريكم دار الفاسقين ? هو مما نبّأ الله به موسى ولم يقع بعد إلى يومنا هذا، وليقعنّ ما وعد الله به موسى ونبّأه به ونبّأ به سائر النبيين مما لم يقع بعد.

وإن قوله ? وأنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى ? النجم 50 ـ 54 لمما تضمنته الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ونبئ به خاتم النبيين ? في القرآن كذلك فهو منتظر.

إن قوله ? قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ? هود 48 ـ49 ومن المثاني معه قوله ? ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر? القمر 4

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير