تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويعني حرف هود أن قوله ? وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم ? هو مما نبّأ الله به نوحا بعد إغراق قومه المكذبين، ولقد متّعت أمم بعد نوح مثل عاد وثمود ومدين وقوم فرعون ثم مسّها عذاب أليم في الدنيا، لكن نبوة نوح لم تنقض بعد، بل تضمنها القرآن ونبّأ بها خاتم النبيين ? وذلك قوله ? تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ?، ويعني أن الله نبّأ خاتم النبيين ? بمثل ما نبّأ به نوحا من قبل ولم يتم إيقاعه منذ نزول القرآن إلى يومنا هذا وإنما سيتم في آخر هذه الأمة لإيقاع وعد الله ? والعاقبة للمتقين ? القصص 83 لدلالتها على نهاية الصراع في الدنيا بين الحق والباطل كما سيأتي بيانه في كلية الخلافة على منهاج النبوة.

ويعني حرف القمر أن الساعة إذا اقتربت، وانشق القمر، وكذّب المكذبون بآيات ربهم للتخويف والقضاء سيستقرّ عليهم كل أمر أهلك به الأولون ليهلك بمثله الآخرون الذين أعرضوا عن أنباء القرآن ولو عقلوا لازدجروا عن التكذيب فلا يهلكون بمثل ما أهلك به الأولون.

إن قوله ? فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر? القمر 6 ـ 8 لمن الموعود المتأخر الذي تقدم ذكره في خطاب النبي ? والمؤمنين والمعنى فتولّ عنهم فسيهلكون كما أهلكت الأمم المكذبة قبلهم كما هي دلالة قوله ? كذبت قبلهم قوم نوح ? القمر 9 وقوله ? كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر? القمر 18 وقوله ? كذبت ثمود بالنذر? القمر 23 وقوله ? كذبت قوم لوط بالنذر ? القمر 33 وقوله ? ولقد جاء آل فرعون النذر كذبوا بآياتنا كلها ? القمر 41 ـ 42 ولقد بيّن الله مصارع كل منهم، فأما مصرع قوم نوح فكما في قوله ? ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر ? القمر 11 ـ 12 وبيّن الله أن هذا المصرع سيقع مثله في هذه الأمة ليتذكر بالقرآن كما هي دلالة قوله ? فكيف كان عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل مدكر ? القمر 16 ـ 17 أي عاقل يذّكّر فينجو من هذا المصرع الموعود مثله، وأما مصرع عاد فكما في قوله ? إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر ? القمر 19 ـ 20 وبيّن الله أن مصرعهم سيقع مثله في هذه الأمة ليتذكر بالقرآن كما هي دلالة قوله ? فكيف كان عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ? القمر 21 ـ 22 أي عاقل يذّكّر فينجو من هذا الموعود، وأما مصرع ثمود فكما في قوله ? إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ? القمر 31 وبيّن الله أن مصرعهم سيقع مثله في هذه الأمة ليتذكر بالقرآن كما هي دلالة قوله ? ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ? القمر 32 أي عاقل يذّكّر فينجو من هذا الموعود، وأما مصرع قوم لوط فكما في قوله ? ولقد صبّحهم بكرة عذاب مستقر فذوقوا عذابي ونذر ? القمر 38 ـ 39 وبيّن الله أن مصرعهم سيقع مثله في هذه الأمة ليتذكر بالقرآن كما هي دلالة قوله ? ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر? القمر 40 أي عاقل يذّكّر فينجو من هذا الموعود، وأما مصرع آل فرعون فكما في قوله ? فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر ? القمر 42 وبيّن الله أن مصرعهم سيقع مثله في هذه الأمة كما هي دلالة الاسمين العزيز المقتدر كما بيّنت في حرف الأسماء الحسنى في مقدمة التفسير، ثم خاطب الله هذه الأمة بقوله ? أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر ? القمر 43 ويعني أن الله سيهلك الكفار في هذه الأمة بمثل مصارع المذكورين في هذه السورة فهو الموعود المتأخر ذكره بعد قوله ? فتول عنهم ?، ويعني أن الله لم ينزل في الزبر وهو الكتب المنزلة من قبل عهدا منه أن لا يهلك المكذبين في هذه الأمة بمثل ما أهلك به المكذبين من الأمم السابقة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير