تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- أن يذكر وقوع شيء، ثم يذكر في محل آخر كيفية وقوعه كقوله تعالى: ?وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة? (البقرة:51)، فلم يبين كيفية الوعد هل كانت مجتمعة أو مفرقة؟ ولكنه بينها في موضع آخر بقوله: ?وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة? (الأعراف:142).

- أن يُذكر شيء في موضع، ثم يذكر في موضع آخر شيء يتعلق به كسببه مثلا: ومثال ذلك قوله تعالى: ?ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة،? (البقرة:84) فهو لم يبين هنا سبب قسوة قلوبهم، ولكنه بينه بقوله: ?فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية? (المائدة:13) وقوله: ?فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم.? (الحديد:16)

باعتبار بنية النص: أي الشكل الذي يتخذه المفسِّر والمفسَّر، والتفسير بالقرآن بهذا الاعتبار له صور منها:

أ. أن تفسر لفظة بلفظة، وفي هذه الحالة تكون اللفظة الأولى غريبة، وتكون الثانية أشهر منها. ومن ذلك قوله تعالى: ?وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل? (الحجر:74)، فالسجيل هنا هو الطين بدليل قوله تعالى: ?لنرسل عليهم حجارة من طين.? (الذاريات:33)

ب. أن تفسر لفظة في آية بجملة في آية أخرى. ومن ذلك آية: ?أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما? (الأنبياء:30) فقوله: ?ففتقناهما? يعرف معناه من قوله تعالى: ?والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع.? (الطارق:11 - 12)

ج. أن تفسر جملة في آية بجملة في آية أخرى. ومن ذلك قوله تعالى: ?يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا? (النساء:42)، فجملة: ?تسوى بهم الأرض? تفسرها جملة: ?ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا.? (النبأ:40)

باعتبار المجال الدلالي للنص: ويحدد العلاقة الدلالية للمفسِّر بالمفسَّر ومن ثم نوع البيان الذي يجمعهما، وهو إما:

- بيان المجمل: وله حالات متعددة بتعدد أسباب الإجمال، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الإجمال بسبب الاشتراك: وهو ثلاثة أنواع، اشتراك في الاسم أو الفعل أو الحرف. ونمثل هنا بالاشتراك في الحرف؛ إذ يقول الشنقيطي في تفسير قوله تعالى: ?ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة? (البقرة:7) "الواو في ?وعلى سمعهم،? وقوله ?وعلى أبصارهم? محتملة للعطف على ما قبلها وللاستئناف، ولكنه تعالى بين في سورة الجاثية أن قوله هنا ?وعلى سمعهم? معطوف على ?قلوبهم? وأن قوله: ?وعلى أبصارهم غشاوة? جملة مستأنفة، مبتدأ وخبر، فيكون الختم على القلوب والأسماع، والغشاوة على خصوص الأبصار؛" الإجمال بسبب الإبهام: وله حالات متعددة، منها الإبهام في صلة الموصول كقوله تعالى: ?أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم? (المائدة:1) فأبهم المتلو هنا، وهو صلة الموصول، وبيّنه بقوله: ?حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير? (المائدة:3).

- تقييد المطلق: ومثاله قوله تعالى: ?إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم? (آل عمران:90) فأطلق هنا عدم قبول التوبة منهم، ويمكن تفسيرها، بمن أخروا التوبة إلى حضور الموت فتابوا حينئذ، ويشهد لهذا التفسير قوله تعالى: ?وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار? (النساء:18).

- تخصيص العام: كقوله تعالى: ?وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا? (النساء:20) فقد خصصته آية ?ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به? (البقرة:229).

- البيان بالمنطوق أو المفهوم: وينقسم إلى أربعة أقسام: بيان المنطوق بالمنطوق: في آية: ?أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم? (المائدة:1) فقد بينتها آية ?حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير؛? (المائدة:3) وبيان المفهوم بالمنطوق: في قوله تعالى: ?هدى للمتقين? (البقرة:2) فمفهوم هذه الآية أنه ليس بهدى لغيرهم. وقد جاء هذا المفهوم صريحا بقوله: ?قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذنهم وقر وهو عليهم عمى؛? (فصلت:44) وبيان المنطوق بالمفهوم كبيان قوله تعالى: ?والزاني? (النور:2) بمفهوم الموافقة في آية: ?فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب? (النساء:25)؛ إذ يفهم منه أن العبد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير