تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[24 Jan 2008, 12:07 ص]ـ

ويضاف إلى ما مثلتم به قوله تعالى: ((وأنت حل بهذا البلد)) وهي من سورة البلد المكية؛ أي حلال لك أن تصنع فيها ما تشاء، وإنما أُحلت له يوم الفتح، وعلى هذا تكون هذه الآية من دلائل النبوة.

وكذا قوله تعالىفي سورة الإنسان المكية: ((ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا)) على من فسر الأسير بأسير الحرب، ففيها إشارة إلى القتال، والله أعلم.

الحمد لله

أثابكم الله شيخنا الكريم على هاتين الفائدتين العظيميتين

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[25 Jan 2008, 04:08 ص]ـ

وفي هذين الموضعين أمران:

الأول: أنه حَكَمَ في سورة الأنعام على تفسيرات السلف لما ظهر وبطن بأنها على سبيل التخصيص، ثم تراه في سورة الأعراف بعدها يشير إلى أنها بالتمثيل، مع حكمه على تفسير مجاهد بالتخصيص، فهل هذا يُعدُّ استدراكًا منه على نفسه؟

وعباراتهم لم يظهر فيها خروجهم عن طريقتهم في التمثيل للفظ العام، ولا أدري لماذا حكم في سورة الأنعام على أقوالهم بالتخصيص، كما إن الذي يظهر من المروي عن مجاهد أنه لم ينصَّ على التخصيص

تتبعت بعض المواضع التي فيها تفسير بالمثال لاستقراء منهج الإمام ابن عطية في ذلك

1: فوجدته ينتقد بعض التفاسير بالمثال، ويحكم عليها بأنها تخصيص لا دليل عليه

ومن أمثلة ذلك:

المثال الأول:

في قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)

قال ابن عطية رحمه الله: (وقال قوم: (الآية نزلتْ في منافقي اليهودِ، والمرادُ بالناس: عبدُ الله بنُ سلَّام، ومنْ أسلمَ مِنْ بني إسرائيل).

قال القاضي أبو محمدٍ: وهذا تخصيصٌ لا دليلَ عليهِ).

المثال الثاني:

في تفسير قوله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}

قال: (وقال بعضُ النَّاسِ: المعنى تزوَّدُوا الرفيقَ الصَّالحِ، وهذا تخصيصٌ ضعيفٌ)

المثال الثالث:

قال: (وقال الضحَّاكُ: {ومن يعمل سوءاً يجز به} يعني بذلكَ اليهودَ والنصَّارَى والمجوسَ وكفَّارَ العربِ.

قال القاضي أبو محمد عبد الحق: فهذا تخصيصٌ للفظِ الآيةِ، ورأَى هؤلاءِ أنَّ الكافرَ يُجزَى على كلِّ سوءٍ يعمَلُه، وأنَّ المؤمنَ قد وعدَه اللهُ تكفيرَ سيئاتِهِ.

وقال ابن عباس وسعيد بن جُبير: قوله تعالى: {من يعمل سوءاً} معناه: من يكُ مشركاً، والسوءُ هنا: الشرك؛ فهو تخصيصٌ لعمومِ اللَّفْظِ من جهةٍ أخرَى، لأنَّ أولئك خصَّصُوا لفظَ {من}، وهذانِ خَصَّصَا لفظَ السُّوء)

المثال الرابع:

في قوله تعالى: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}

قال رحمه الله: {حفيظ عليم} صفتان تعمُّ وجوهَ التثقيفِ والحيطةِ لا خَلَلَ معهما لعاملٍ.

وقدْ خَصَّصَ الناسُ بهاتينِ الصِّفَتينِ أشياء، مثل:

- قولهم: {حفيظٌ} بالحسابِ {عليم} بالألسُنِ.

- وقول بعضهم: {حفيظ} لما استودَعْتَنِي {عليم} بسنيِّ الجوعِ.

وهذا كلُّه تخصيصٌ لا وجهَ لهُ، وإنَّمَا أرادَ باتصافهِ أنْ يُعَرِّفَ الملِكَ بالوجهِ الذي به يستحقُّ الكونَ على خزائنِ الأرضِ؛ فاتَّصفَ بأنَّه يحفظُ الْمَجْبِيَّ من كلِّ جهةٍ تحتاجُ إلى الحفظِ. ويعلم التناولَ أجمعَ).

المثال الخامس:

قال رحمه الله: ({هل لك أن تزكى}، وهذا قول جواب كل عاقل عنده نعم أريد أن أتزكى، والتزكي هو التطهر من النقائص، والتلبس بالفضائل، وفسر بعضهم: {تزكى} بتسلم وفسرها بقول: لا إله إلا الله، وهذا تخصيص وما ذكرناه يعم جميع هذا).

فهذه خمسة أمثلة يُفهمُ منها انتقادُه لبعضِ التفاسير بالمثال التي يفهم منها قصر المعنى على ما فُسِّرَ به.

2: ووجدته في مواضع أخرى يستحسن التفسير بالمثال ويقرره وينبه على اشتمال اللفظ على ما هو أعم

وإليك هذه الأمثلة:

المثال الأول:

قوله: (قال أنسُ بنُ مالكٍ ومكحولٌ في تفسيرِ {سَارِعُوا إلى مَغْفِرَةٍ}، معناهُ: إلى تكبيرةِ الإحرامِ معَ الإمامِ.

قال الفقيهُ القاضي: هذا مثالٌ حسنٌ يُحتذَى عليهِ في كلِّ طاعةٍ).

المثال الثاني:

في تفسيرِ قولهِ تعالَى: (لا تضارّ والدةٌ بولدِهَا)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير