تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولقد تضمن تفصيل الكتاب الجمع بين اليومين على نسق ما في حرف الفرقان بل أكثر كما في قوله ? فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ? مريم 37 ـ39 ويعني أن حرف مريم قد جمع بين ثلاثة أيام أحدها سيشهد للذين كفروا فيه مشهدا عظيما هو العذاب الموعود في الدنيا تتنزل به الملائكة عليهم وهذا اليوم لم يؤمن به الذين الذين كفروا إذ لم يسمعوا الهدى ولم يبصروه في القرآن، وثانيهما هو يوم البعث يوم يأتون ربهم للحساب فما أسمع الذين كفروا فيه وما أبصرهم ولكن مضى وقت التكليف، وثالثها هو يوم الحسرة وسيأتي بيانه في مجلدين من بيان القرآن.

إن حرف الفرقان يعني أن الذين لا يرجون لقاء ربهم سيرون الملائكة مرتين أولاهما في الدنيا فلا يستبشرون بل يفزعون من العذاب ولا فوت لأحد منهم بل يقولون حجرا محجورا مقرين بأنهم منعوا من أسباب النجاة وأنهم قد حيل بينهم وبين ما يشتهون ويومئذ يتم تدمير ما بنوه من البروج والمصانع وما أترفوا فيه فيصبح هباء منثورا.

أما أصحاب الجنة بما تبشرهم بها الملائكة في الدنيا يومئذ فهم خير مستقرا وأحسن مقيلا إذ وقع عليهم ـ ما أسعدهم ـ نفاذ وعد الله الذي نبّأ به نوحا والنبيين من بعده ونبّأ به خاتم النبيين في القرآن ? قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ? هود 47 ـ 48 ويعني أن العاقة للمتقين وعد سيتم نفاذه بعد أن يمسّ أمما متعوا عذاب أليم، وقد كانت العاقبة للمتقين من قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب ولكن لم تنقض النبوة بل نبّأ الله بها النبي الأمي في القرآن ووصفها من أنباء العيب التي أوحيت إليه وأمره بالصبر قبلها أي بانتظارها.

أما اليوم الثاني في حرف الفرقان فهو يوم البعث يوم تشقق السماء بالغمام وتنزل الملائكة تنزيلا ليقوم الحساب وهو يوم كذلك عسير على الكافرين.

إن أصحاب الجنة هم الذين ستتنزل عليهم الملائكة في الدنيا تبشرهم كما في قوله ? ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا ? فصلت 30 ـ 31 وكما في قوله ? ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا ? يونس 62 ـ63 فهم أصحاب الجنة لما سيكون عليهم من سيما يعرفون بها فلا يختلطون بغيرهم كما بيّنته كثيرا وفصلته تفصيلا في كلية الآيات

? من كل أمر ?

إن قوله ? فإذا جاء أمرنا وفار التنور ? الفلاح 27 وقوله ? حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور? هود 40 ليعني أن أمر ربنا هو العذاب بالطوفان الذي أغرق به قوم نوح، وإن قوله ? ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ ? هود 58 ليعني أن أمر ربنا هو العذاب الغليظ بالريح العقيم الذي أهلك به عادا، وإن قوله ? فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة ومن خزي يومئذ ? هود 66 ليعني أن أمر ربنا هو الصيحة التي أخذت ثمود وأخزتهم فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها، وإن قوله ? إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ? هود 76، وقوله ? فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك ? هود 82 ليعني أن أمر ربنا هو العذاب الذي أهلك به قوم لوط، وإن قوله ? ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا ? هود 94 ليعني أن أمر ربنا هو الصيحة التي أخذت مدين فأصبحوا في ديارهم جاثمين، وإن قوله ? ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب ? هود 100 ـ 101 ليعني أن أمر رب النبي الأمي ? هو العذاب الذي أهلك به المجرمين المكذبين من قبل، وإن قوله ? ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم ? الأعراف 150 ليعني أنهم باتخاذهم العجل قد تعجلوا أمر ربهم أي عذابه في الدنيا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير