إن قوله ? واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين ? الأعراف 86 ليعني أن شعيبا قد حذر قومه مدين إن لم يعتبروا من مثل عاقبة المفسدين قبلهم، ودلالة الأمر بالنظر هي الاعتبار، وإن من تفصيل الكتاب أن ما جعل عبرة من الحوادث والقصص الماضية سيقع مثله في هذه الأمة ولن يهتدي يومئذ إلا من اعتبر بالقرآن من أولي الألباب.
وإن المثاني في قوله:
• ? قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل ? الروم 41
• ? قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ? النمل 69
• ? قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ? الأنعام 11
• ? أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها ? القتال 10
وشبهها لتعني أن عاقبة المكذبين المجرمين من قبلنا هو العذاب الذي أهلكوا به في الدنيا، وكذلك ستكون عاقبة المكذبين في هذه الأمة إن لم يعتبروا بعاقبة الأولين.
وإن قوله:
• ? فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ? الأعراف 103 النمل 14
• ? فانظر كيف كان عاقبة المجرمين ? الأعراف 84
• ? فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ? يونس 73 الصافات 73
• ? فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ? القصص 40 يونس 39
• ? فانظر كيف كان عاقبة المكذبين ? الزخرف 25
• ? فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين ? النمل 51
لتعني أن الاعتبار بعاقبة المهلكين من قبل هو من سنة النبي الأمي ? فمن رغب عن طاعة الأمر بالاعتبار بعاقبة المهلكين من قبل فقد رغب عن سنة النبي ? وإذا فليس من أمته.
وإن الأمر بالسير في القرآن حيث وقع كما في قوله ? قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ? عمران 137 ليعني أن الله لن يعجل العذاب الموعود قبل أن يقع من الناس سير في الأرض ونظر في عاقبة الذين أهلكوا من قبل حتى يتبينوا أن قوم نوح وعادا وثمود ومدين وقوم لوط وقوم فرعون كانوا أشد قوة وآثارا في الأرض التي عمروها أكثر مما عمرها الذين عاصروا النبي الأمي ? وحتى يتفكروا في أنهم إنما أهلكوا بسبب تكذيبهم.
إن التقدم العلمي اليوم لم يبلغ ذروته بعد، وإن كان قد اقترب منها إذ سيتم نفاذ ما في القرآن من الأمر الذي خوطب به الناس قبيل الساعة في ظل التقدم التقني والعلمي كما في قوله ? قل انظروا ماذا في السماوات والأرض? يونس101 وقوله ? أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون ? الأعراف 185 وقوله ? وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون ? يوسف 105 وكما سيأتي بيانه، وقد تمكنت البشرية من رحلات الفضاء وغزوه وتمكنت من مراقبة النجوم والمجرات من الأرض ومن الكواكب ومن الفضاء، وها هي البشرية بالتقدم العلمي تكتشف كيف مات صاحب العظام البالية الرميم ومتى مات، وها هم المتخصصون في علم الآثار يثيرون الأرض ويبحثون عن الأمم في القرون الماضية وكيف أثاروا الأرض وعمروها من قبل وكيف ماتوا، وسيسارع الظالمون قريبا إلى إقامة مستوطنات في الربع الخالي وفي ديار ثمود وفي القرية التي أمطرت مطر السوء لإيقاع قوله ? وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم ? إبراهيم 45 ومن المثاني معه قوله ? أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها ? الأعراف 100، وليقعن ذلك قريبا من الذين يسارعون اليوم إلى احتلال الجزيرة العربية.
? فكيف كان عذابي ونذر ?
وإن من المثاني قوله:
• ? ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب ? غافر4 ـ 5
• ? ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب ? الرعد 31 ـ 32
• ? وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير ? الحج 42 ـ 44
¥