ليعني أن كل قرية عذبت من قبل قد جعل رب العالمين لوقت عذابها في الدنيا موعدا أعلنه لهم رسولهم وكذلك كل قرن من القرون الأولى وهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم إنما أنزل عليهم العذاب في أجل معلوم قد علموه جميعا يوم أخبرهم به رسلهم بالآيات ولفرط تكذيبهم لم يعبأوا به حتى جاءهم العذاب بغتة وهم لا يشعرون وكذلك أهلكت ثمود بعد ثلاثة أيام كانت معلومة لهم جميعا إذ أخبرهم رسولهم صالح بالموعد الذي جعله الله لإهلاكهم، وكذلك أهلكت قوم لوط بعد موعدهم المعلوم.
وإن قوله:
? ? وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ? يونس 46 ـ 49
? ? ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ? الأعراف 34
? ? ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ? النحل 61
? ? ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ? خاتمة فاطر
? ? ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون ? العنكبوت 53 ـ 54
? ? وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا ? الكهف 58
? ? ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون ? سبأ 29 ـ 30
? ? ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ? هود 8
ويعني أن العذاب الموعود في الدنيا إنما سيقع على المجرمين في أجل مسمى كما في حرف النحل وفاطر والعنكبوت، وهو الموعد الذي لن يجدوا من دونه موئلا أي مرجعا يركضون إليه كما في حرف الكهف، وهو الميعاد والأجل الذي لن يؤخروا عنه ساعة ولن يعجل لهم العذاب قبله ساعة كذلك كما في حرف سبأ والأعراف ويونس والنحل وفاطر، وهو الأجل الذي جعله الله لكل أمة لوقوع العذاب عليها في الدنيا.
ولتقعنّ تسمية ذلك الأجل المعلوم ليصبح أجلا مسمى من عيسى وإمام المتقين معه ليقع علمه لكل الناس وينتظره الفريقان ويتربصونه.
وإن أجل كل أمة قد عذبت من قبل كقوم نوح والأحزاب من بعدهم قد وقع فيه قطع دابرها وتناسلها كما في قوله ? فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين ? الأعراف 72 يعني عادا، وكما في قوله ? وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ? الحجر 66 أي أوحي إلى لوط به، ولم يؤخروا إلى أجل مسمى للذين آمنوا وكانوا يتقون واستخلفوا في الأرض من بعدهم كما في قوله:
? ? إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم قال يا قوم إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى ? نوح 1 ـ 4
? ? قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى ? إبراهيم 10
? ? ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ? الأنعام 42 ـ 45
¥