تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويعني أن الرسل وهم أولوا العلم قد وعدوا من قبل من آمن من قومهم أن يغفر الله لهم ذنوبهم فلا يعذبهم في الدنيا بل يؤخرهم إلى أجل مسمى آخر ويستخلفون في الأرض من بعد المجرمين، ويعني حرف الأنعام أن قطع دابر الذين ظلموا كان وعدا من الله وعد به الرسل قبل النبي الأمي ? وأنه قد تم كما هي دلالة الحمد، ويعني قوله ? ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك ? تهديدا للأمم بعد نزول القرآن بمثل ما عوقب به الأمم قبلهم ومن القرائن قوله ? قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون ? الأنعام 46 ـ 47 ويعني أن الله سيحول بين المكذبين من الأمم القائمة وبين الإيمان فلا ينتفعون بسمعهم ولا بأبصارهم ولا يفقهون بقلوبهم بل يستمرون في التكذيب وسيهلكون وهم الظالمون كما أهلك الذين ظلموا من قبل وقطع دابرهم.

وكذلك سيقع قطع دابر المكذبين بالرسل الموعودين من الأمم القائمة اليوم في الدنيا فلا يؤخرون إلى أجل مسمى آخر للذين آمنوا وكانوا يتقون كما في قوله ? ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ? الأنفال 7 وهو وعد من الله في القرآن لم يقع بعد أراده الله ولا مرد له كما في قوله ? وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ? الرعد 11.

وإن الموعد الذي جعله الله لإهلاك المجرمين في آخر هذه الأمة هو قوله ? من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر ? ويعني أن مطلع الفجر من ليلة القدر هو الموعد الذي جعله الله لإهلاك المكذبين في أخر هذه الأمة.

وإن قوله ? حتى مطلع الفجر? لمن المثاني مع قوله ? والفجر ? في سورته ويعني أن الله سيدمر أعداءه المجرمين المكذبين بعد مطلع فجر ليلة القدر، أي لا سلام عليهم بعد مطلع الفجر وإنما هو الحرب من الله عليهم، وسيهلكون جميعا ـ إلا من كان منهم في الأرض المقدسة وهم الذين سيقاتلهم المسلمون في سبيل الله في ظل إمامهم ـ منهم ـ ومعه عيسى ابن مريم في الساعة بين مطلع الفجر ومطلع الشمس كما في قوله ? والصبح إذا أسفر ? المدثر 34 ومن المثاني معه قوله ? والصبح إذا تنفس ? التكوير 18، لأن الملائكة التي ستتنزل في ليلة القدر ستغير عليهم صبحا كما هي دلالة قوله ? فالمغيرات صبحا ? العاديات 3 ومن المثاني معه قوله ? وإن جندنا لهم الغالبون فتول عنهم حتى حين وأبصرهم فسوف يبصرون أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين ? الصافات 173 ـ 177، وسيقضى الأمر قبل الضحى ليعلم الناس أن رب محمد ? ما ودعه وما قلاه بل شهد على صدق رسالته إذ سيجعل غيب القرآن شهادة في صبح ليلة القدر.

إن قوم لوط أهلكوا بعد مطلع الفجر كما في قوله:

• ? إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ? هود 81

• ? وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ? الحجر 66

• ? ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر ? القمر 38

• ? فأخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ? الحجر 73 ـ 74

وكذلك أهلكت ثمود بعد مطلع الفجر كما في قوله:

• ? فأخذتهم الصيحة مصبحين ? الحجر 83

• ? وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ? هود 67

• ? فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ? الأعراف 78

وكذلك أهلكت مدين بعد مطلع الفجر كما في قوله:

• ? وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ? هود 94

• ? فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ? الأعراف 91

وكذلك أهلكت عاد عند مطلع الفجر كما هي دلالة قوله ? وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ? الحاقة 6 ـ7 ويعني أن العذاب أرسل عليهم في فجر اليوم الأول من الأيام الثمانية وبعد غروب شمس اليوم الأول بدأت الليلة الأولى من الليالي السبع، وكذلك أخرج الله فرعون وجنده ليغرقهم كما في قوله ? فأتبعوهم مشرقين ? الشعراء 60.

إن من يزعم أن ما بعد مطلع فجر ليلة القدر سلام كليلتها فقد قال على الله بغير علم، وإنما هو مطلع الفجر على أم القرى التي ستأخذها الصاعقة كما في قوله:

• ?وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها ? الشورى 7

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير