تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أ – فئة وقفت عند حدود الجمع والتنسيق لجهود القدماء، مثل: الدكتور أحمد أحمد بدوي ولبيب السعيد وكامل السيد شاهين.

ب – فئة تجاوزت الجمع والتنسيق إلى المناقشة والترجيح وبعض الإضافة، مع تفاوت بين أفرادها، مثل: مصطفى صادق الرافعي ومحمد عبد الوهاب حمودة وعلي الجندي ومحمد المبارك وعائشة عبد الرحمن وعبد الكريم الخطيب.

ج – سيد قطب: انصرف إلى فتح أبواب جديدة في مناحي الفاصلة الجمالية، كالتصوير والإيقاع ... وإن كان القدماء أنفسهم لم يهملوا الإيقاع الموسيقي للفواصل.

علم الفاصلة

اختلف العلماء، هل في القرآن سجع، أو ليس فيه سجع، ولم يقل أحد كما زعم محرر المادة في دائرة المعارف الإسلامية هل كان القرآن سجعاً؟) (3) ونحن مع الذين ينفون السجع في القرآن لأسباب: منها الفرق الفني بين أسلوب القرآن المعجز وأسلوب البشر في النثر المسجوع أولاً، ولضرورة التمييز علمياً بين مصطلحات كل من الشعر والنثر والقرآن الكريم عن بعض، توخياً للدقة والوضوح .. ثانياً.

لمعرفة (الفواصل) طريقان. الأول: توقيفيّ، كما روى أبو داود عن أمّ سلمة لما سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلّم. قالت: كان يُقطّع قراءته آية آية. وقرأتْ: (بسم الله الرحمن الرحيم) إلى (الذين) تقف على كلّ آية)، فمعنى (يقطّع قراءته آية آية) أي يقف على كلّ آية، وإنما كانت قراءته صلى الله عليه وسلّم كذلك ليعلِمَ رؤوس الآي. والطريق الثاني: قياسيّ، وهو ما أُلحق من المحتمل غير المنصوص عليه بالمنصوص ِلِمُناسب (4).

ومبنى الفواصل على الوقف – كما قال الزركشي في البرهان (5) – ولذا شاع مقابلة المرفوع بالمجرور وبالعكس، وكذا المفتوح والمنصوب غير المنون، ومنه قوله تعالى: (إنّا خلقناكم من طينٍ لازِبٍ) (الصافات:11) مع تقدم قوله: (عذابٌ واصِبٌ) و (شهابٌ ثاقِبٌ) (الصافات:10).

هذا بالنسبة إلى الوقف على السكون – وهو معظم الفواصل – لكن الفواصل المطلقة، يكون الوقف فيها – طبعاً – بإطلاق الحركة ومدّها، نحو قوله تعالى: (ويُطافُ عليهم بِآنيةٍ من فضّةٍ وأكوابٍ كانتْ قواريرا) (الدهر: 15).

وللفاصلة عدد من الأبنية من حيث حرف الرويّ، أو الوزن، أو طول القرينة، أو طول الفقرة، أو من حيث موقع الفاصلة، أو مقدارها من الآية، أو مدى التكرار.

لم تلتزم فواصل القرآن العزيز حرف الرويّ دائماً التزام الشعر والسجع، ولم تُهمله إهمال النثر المرسل، بل كانت لها صبغتها المتميزة في الالتزام والتحرر من الالتزام، فهناك الفواصل المتماثلة والمتقاربة والمنفردة.

أما المتماثلة – وتسمى كذلك المتجانسة أو ذات المناسبة التامة (6) – فهي التي تماثلت حروف رويها، كقوله تعالى: (والطورِ/ وكتابٍ مسطور / في رَقٍّ منشور / والبيتِ المَعمورِ) (الطور:1 –4)، أما الفاصلة المتقاربة – وتسمّى ذات المناسبة غير التامّة (7) – فهي التي تقاربت حروف رويّها، كتقارب الميم من النون: (الرحمن الرحيم / مالك يومِ الدين) (الفاتحة: 2 - 3).

هذان النوعان (المتماثلة والمتقاربة) غالبان على الفواصل، لا يكاد أحدهما يزيد عدداً على الآخر، لكن الملاحظ أن الفواصل المتماثلة تشيع في الآيات والسور المكية: كسورة (النازعات) و (عبس) و (الانفطار) و (الأعلى)، على حين تغلب المتقاربة على الآيات والسور المدنية: كسورة (البقرة) و (آل عمران) و (المائدة).

وقد استقلت الفواصل المتماثلة بإحدى عشرة من سور المُفَصَّل (السور القصار) – ومعظمها مكيّ – هي:

1 – سور (القمر – القدر – العصر – الكوثر -) التي تماثلت فواصلها في حرف الراء.

2 – سورتا (الأعلى – الليل) اللتان تماثلت فواصلهما في حرف الألف المقصورة.

3 – سورة (الشمس) التي على فواصل الألف الممدودة بعدها الضمير (ها).

4 – سورة (الإخلاص) التي على الدّال.

5 – سورة (الناس) التي على السين.

6 – سورة (المنافقون) التي على النون.

7 – سورة (الفيل) التي على اللام.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير