تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[19 Feb 2008, 02:17 ص]ـ

الحمد لله

وبعد

كان بودي أن أسأل كاتب المقال عن منهجه في التفسير ... لأن التعرف على منهجه في التفسير سيفيدنا كثيرا

في معرفة النتائج التي سيتوصل بها مستقبلا وإن لم يكن قد أعرب عنها بعد ... وسيتبين لنا بالتالي هل طريقته طريقة

الراسخين في العلم الذين يومنون بالمحكمات ويجعلونها أصولا يفهمون على ضوئها المتشابهات .. أم هي طريقة اهل

الزيغ و الضلال الذين يبحثون عن المتشابه ليقيموه ويجعلوه أصلا ثم يهدمون كل الاصول الحقة التي تخالفه فينكرون ما

عرفه الصحابة و خير القرون بعدهم ويأتوننا بما ينكره الصحابة و خير القرون بعدهم.

غير أني أضرب صفحا عن سؤاله عن منهجه في التفسير وأتتبع المواطن الكثيرة التي هي بحاجة الى اعادة نظر

أو أنها مما يخالف القرآن او السنة النبوية الصحيحة .... وأخص بالتتبع هاهنا الاخطاء المنهجية الشديدة التي هي رد صريح

للنص القرآني المعصوم أو لحديث النبي صلى الله عليه و سلم.

وأما الخطأ المنهجي العظيم هذه المرة فهو إنكاره لحجية الاجماع!!

وهذه مصيبة عظمى.فهاهوذا يقول

وإنما الثابت المقدس هو الحقيقة العلمية الابتدائية أو المتوسطة أو الكلية، سواء اطلع عليها الناس أم غابت عنهم،

وسواء وافقوها أم خالفوها بعضهم أو جميعهم، ولن يصح اتخاذ الإجماع معيارا لمعرفة الحق أو الحقائق العلمية كما

شاع وذاع في بعض العلوم أكثر من غيرها إذ كان على رأس أخطاء الباحثين فيها اعتبار الإجماع دليلا على أن المجمع

عليه من الحقائق المقدسة.

هذا كلامه وهو ظاهر البطلان

والادلة القرآنية و النبوية على حجية الاجماع كثيرة ومستفيضة ولولا الاطالة لذكرتها فليرجع الباحث الصادق الى كتب الاصول و ليفتح باب لاجماع

ليرى الادلة اليقينية على حجية الاجماع وأن علماء الامة لا يلعبون .. فلم يزل المسلمون من لدن خير القرون يستدلون بإجماع الصحابة الى زمن النظام

المعتزلي.

والاجماع حجة يقينا و هذه الامة لاتجتمع على ضلالة أبداكما صح عن النبي صلى الله عليه و سلم.

وعجبا لهذا الرجل! فإن العلماء الراسخين اختلفوا في حجية قول الصحابي اذا لم يكن قائل بخلافه!

أئذا اختلفوا في حجية قول الصحابي الواحد فهل يختلفون في قول الصحابة إذا أجمعوا على قول!؟

ثم إذا كان إجماع الصحابة الذين شهد لهم الله بالصدق و رضي عنهم و تاب عليهم وزكاهم بنص القرآن إذا كان إجماع

هؤلاء ليس حجة ..... فماذا نقول عن أقواله هذه في آخر الزمان؟!!

وعجبا له يريد ابطال حجية اجماع الصحابة الاتقياء الذين زكاهم الله في القرآن بإجماع أهل الزيغ الكفرة من النصارى

الذين لعنهم الله في القرآن وذلك حيث تقول

إذ كان على رأس أخطاء الباحثين فيها اعتبار الإجماع دليلا على أن المجمع عليه من الحقائق المقدسة التي يجب وصف

مخالفها بالشذوذ والردة كما شذ " كاليلي " إلى الحقيقة العلمية يوم قال بدوران الأرض وخالف ما أجمع عليه أهل الأرض

يومئذ، وكان إعدامه إعلانا لنشأة خطإ منهجي ارتضاه رجال الدين في الكنيسة يقضي بمصادرة حرية الرأي والفكر

والاجتهاد ويقضي بفرض التقليد، قضاء باسم الدين وباسم الله كذبا وافتراء.

فعجبا ثم عجبا

يبطل إجماع أهل الايمان الذين تاب الله عنهم و رضي عنهم بإجماع أهل الكفر الذين سخط الله عليهم و لعنهم!!

ويجعل التوراة و الانجيل المحرفين في مرتبة القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل أبدا ... فيقول

حسبوا فهمهم للكتاب المنزل أي فقههم منه معيارا للحق فقدّسوا فقههم ووصفوا بالكفر والردة كل من خالفه وعاقبوه

باسم الله كذبا وافتراء عليه

تأملوا يا معشر المسلمين كيف يقيس القرآن العظيم على الانجيل المحرف و أولياء الله على أعدائه!

ومقصوده من هذه الشنشنة ان الاجماع باطل

فإن اهل الكفر الملعونين من النصارى أجمعوا على اعدام كاليلي مع أنه المصيب للحق.

إذن فلا قيمة لاجماع الصحابة فهم ايضا قد يجمعون على امر باطل كما اجمع الضالون على قتل كاليلي ظلما.

فهو كما قلت يقيس أصحاب الجنة بأصحاب النار و قد قال ربنا

لايستوي اصحاب النار و اصحاب الجنة

ويقيس التوراة المحرفة على القرآن العظيم.

واختصارا أقول

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير