لكن قد يكون في الكلام قبل الشرط اشارة او تلميح الى الجواب و الجزاء لكنه ليس جوابا .... وقد يحذف جواب الشرط
اذا كان السامع يفهمه ... و العرب تفعل هذا فيحذف المتكلم جواب الشرط إن كان على ثقة بفهم السامع .... كقوله تعالى
فإن استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلما في السماء فتاتيهم بآية ... وقوله تعالى ولو أن قرآنا سيرت به الجبال
أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى .... وهذا أمر معروف.
أما أن يكون جزاء الشرط هو قولها إني أعوذ بالرحمن فهذا لا يستقيم لا لغة و لا فهما
بل تقدير الجواب
إن كنت تقيا فستخاف ممن استعذت به .. أو إن كنت تقيا فستنتهي ... وما شابه ذلك
[لأن التقي يعلم عاقبة الظلم و العدوان وأن الله ينتقم للمظلوم من الظالم بأسه و بطشه بالظلمة شديد.]
قال الطبري
فقالت: إني أعوذ أيها الرجل بالرحمن منك، تقول: أستجير بالرحمن منك أن تنال مني ما حرّمه
عليك إن كنت ذا تقوى له تتقي محارمه، وتجتنب معاصيه لأن من كان لله تقياً، فإنه يجتنب ذلك. ولو وجه ذلك إلى
أنها عَنَت: إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تتقي الله في استجارتي واستعاذتي به منك كان وجهاً.
وفي ذلك قال الزجاج في معانيه
تأويله: إني أعوذ بالله منك فإن كنت تقيا فستتعظ بتعوذي بالله منك /اه
وقال الشوكاني
وجواب الشرط محذوف، أي فلا تتعرض لي ..
وفي تفسير الجلالين
إن كنت تقيا فتنتهي عني بتعوذي.
وعند الزمخشري
أرادت إن كان يرجى منك أن تتقي الله وتخشاه وتحفل بالاستعاذة [به]، فإني عائذة به منك كقوله تعالى:
{بَقِيَّتُ ?للَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
وعلى هذا .. فقولك أخي الكريم أن معناها إن كنت تركت خوفك و تقواك فإني أعوذ بالرحمن منك ... هو تحريف للشرط
الوارد في الآية
فالشرط في الآية إن كنت تقيا
و الشرط عندك إن تركت خوفك و تقواك!!
فهذا ضد هذا .....
وجواب الشرط محذوف كما تقدم ... ومعناه ان مريم عليها السلام تخيفه بالله و بعياذها بالله ان كان من المتقين
الذين قدروا الله حق قدره .... وقد جاء في الآثار: علمت مريم أن التقي ذونهية .... أي ينتهي بتذكيره
بالله كما قال سبحانه إن الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذاهم مبصرون.
و الله اعلم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Feb 2008, 05:47 م]ـ
أخي الفاضل الشنقيطي حفظك الله.
ما تفضلت بقوله فيما يخص المسألة الأولى طيب جدا، وهذا ما أريده أن يطرح
أريد من المشايخ الفضلاء تقعيد هذه القاعدة إن صح التعبير،
وجزاك الله خيرا فقد أضفت إلى فهمي فهما.
أما بالنسبة للمسألة الثانية:
أخي الفاضل بصراحة
أنا أشعر أن التفسير الذي تفضلت بطرحه لايدخل في عقلي
لماذا؟
لغة العرب واسعة، وأساليبهم، مختلفة، عدا أن لغة الحديث قد يختلف إعرابها عن لغة الكتابة
والذي أريد قوله: أننا لابد أن نتأمل الموقف الذي قالت فيه السيدة مريم هذا الكلام
ربما خانني التعبير لكني أعبر وأنا مطمئن لأنكم أهل الاختصاص خير من يصلح لي خطأئي إن جانبت الصواب
أرجو أن لا أكون قد أثقلت عليكم
ولستم ملزمين بأن توضحوا لي زيادة، عما وضحتم.
لكن أرجو منكم الاهتمام بهذه القاعدة وتأصيلها،وأتمنى أن يتبناها أحد طلاب الكتوراة بالدراسة كرسالة علمية
وأتمنى أن يضيف من عنده إضافة إضافته
والله أعلم وأحكم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 Feb 2008, 06:42 ص]ـ
وهناك قاعدة أيضا جليلة تدخل تحت قاعدة القرآن يفسر بعضه بعضا، وهي " رد المتشابه إلى المحكم"،وفيما يلي شيء من تقعيد العلماء لهذه القاعدة:
قال ابن كثير:
حيث قالوا: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران:7] أي: محكمه ومتشابهه حق؛ فلهذا ردوا المتشابه إلى المحكم فاهتدوا، والذين في قلوبهم زيغ ردوا المحكم إلى المتشابه فغووا؛ ولهذا مدح تعالى الراسخين وذم الزائغين.
¥