تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولكن في الحقيقة ليس تحتها أي معنى، فالمعنى تابع للسجع عندهم، أما إذا جاء السجع تابعا للمعنى، فهذا قمة البلاغة فلماذا ننفيه عن القرآن, هذا باختصار فيما يتعلق بمصطلح السجع, وفي هذا وغيره من المصطلحات الكثيرة ترد في علوم القرآن وكتب البلاغة إذا استطعنا أن نوجد لها مصطلحات موازية وحسنة فلا بأس لكن لا ننكر أمرا استعمله العلماء وله وجه صحيح معروف عندهم.

• هذان مثالان لاعتراض ابن كثير على ابن جرير الطبري –رحمهما الله- فيما يتعلق بقضية الإعراب في فهم المعنى أو ردِّه.

المثال الأول: وفيه قاعدة وهي (ليس كل ما صح إعرابا صح معنى وتفسيرا) , وهذا يعني أننا لو نزلنا محتملات الإعراب على جملة قرآنية قد نخرج بجملة من الأعاريب لكن أيها الصحيح والذي تحتمله الآية؟ هو ما يصح من جهة المعنى والتفسير كما في قوله تعالى: ((ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى. وَهُوَ بِالأفُقِ الأعْلَى. ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى)) الضمير في قوله: ((وَهُوَ بِالأفُقِ الأعْلَى)) قال ابن كثير: (قد قال ابن جرير هاهنا قولا لم أره لغيره، ولا حكاه هو عن أحد، وحاصله: أنه ذهب إلى أن المعنى: (فَاسْتَوَى) أي: هذا الشديد القوى ذو المرة هو ومحمد صلى الله عليهما وسلم (بِالأفُقِ الأعْلَى) أي: استويا جميعا بالأفق، وذلك ليلة الإسراء كذا قال، ولم يوافقه أحد على ذلك).

المثال الآخر: في كون الإعراب يدل على الخطأ الذي قد يقع, وهو أيضا استدراك من ابن كثير على ابن جرير, قال تعالى: ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ.آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ)) قال ابن كثير: (يقول تعالى مخبرا عن المتقين لله عز وجل: إنهم يوم معادهم يكونون في جنات وعيون، -إلى أن قال- وقوله: ((آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ)): قال ابن جرير: أي عاملين بما آتاهم الله من الفرائض ((إنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ)) أي: قبل أن يفرض عليهم الفرائض, كانوا محسنين في الأعمال أيضا, ثم روى عن ابن حميد، حدثنا مهْرَان، عن سفيان، عن أبي عمر، عن مسلم البطين، عن ابن عباس في قوله: ((آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ)) قال: من الفرائض، ((إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ)): قبل الفرائض يعملون. وهذا الإسناد ضعيف ولا يصح عن ابن عباس) ثم قال: (والذي فسر به ابن جرير فيه نظر؛ لأن قوله: (آَخِذِينَ) حال من قوله: (فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ): فالمتقون في حال كونهم في الجنات والعيون آخذون ما آتاهم ربهم، أي: من النعيم والسرور والغبطة) انتهى كلامه رحمه الله, فاختلف إذن المعنى مع أن الإعراب واحد, فهذان مثالان للعمل بالإعراب في بيان المعاني سواء أكان بيان المعنى الصحيح أو الخطأ الذي قد وقع من المفسر.

• قال السيوطي –رحمه الله-: (الثالث: قال أبو عبيد: ..... شرعا وعادة) هذه الأسئلة وغيرها قد يستدل بها بعض المستشرقين والملاحدة وبعض النصارى لنقض القرآن أو رسمه, وعندنا في مثل هذه الأمور قضية مهمة جدا أحب أن يُتنبه لها في عموم المناقشات مع هؤلاء وهي ألا نكون إن استطعنا في حالة دفاع بل نكون في حالة هجوم، فلماذا نتلقى هذه الشبه ونرد عليها؟ فهذه النظرة خطأ وفيها إشكال, وإنما الصواب أن نبين الصواب وأن نكون في حالة هجوم لكن بما أن هذا في مقام علمي فنحتاج أن نناقش هذه القضية نقاشاً علمياً, والسؤال المهم الآن مع ما ذكره السيوطي, وما ذكره محققو كتاب الإتقان -حفظهم الله- فقد ذكروا نصوصاً أخرى عن شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره وهي مهمة جدا حتى في قضية الهجوم مثل ما ذكر شيخ الإسلام (أنه قد كتب كل مصحف جماعة ووقف عليه خلق عظيم ممن يصل التواتر بأقل منهم فكيف يتفقون على أن يكتبوا ((إن هذان لساحران)) وهم يعلمون أن ذلك لحن لا يجوز في شيء من كلامهم أو ((المقيمين الصلاة)) وهم يعلمون أن ذلك لحن, ومن زعم أن الكاتب غلط فهو الغالط غلطاً منكراً؛ فإن المصحف منقول بالتواتر, وقد كتب في عدة مصاحف, وكلها مكتوبة بالألف فكيف يحصل هذا الغلط) , وكذلك ذكر ابن هشام نحوه.

فلو كان هذا خطأ كيف يسكت عنه هؤلاء, ولو فرضنا صحة هذه الآثار فإننا نقول:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير