تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأم ينقطع بالواحد في طريق البنوة،فوجب أن ينقطع بالإثنين في طريق الأخوة،فإذا كان الواحد في البنوة يقينا وكان الثلاثة في الأخوة يقينا وكان الإثنان في موضع الاحتمال وجب اعتبارهما عن طريق النظر."

4 - درج كثير من الأصوليين على الحديث عن المطلق والمقيد ضمن ما يخصص به العام أو يتصل به،وهذا الذي مال إليه المعاصرون كأديب صالح وغيره،غير أن أبا إسحاق الشيرازي في كتابه "التبصرة في أصول الفقه" أفرد له مسائل مستقلة.غير أن ما تميز به ابن العربي هو أنه أخرج هذا المبحث من باب العموم وأدرجه في باب التأويل منبها على أنه ليس من العموم وإن جرت عادة العلماء على إيراده فيه.

4 - ومن دقائق ابن العربي وتأصيلاته ماسطره عند حديثه عن الفرض أو الواجب فقرر أن الفرضية تنافي الأجرة، فما هو فرض أو واجب على المكلف لايستحق على إنجازه أجرا دنيويا،لأن الفرضية تتنافى مع الأجرة لاسيما إذا كان هذا الفرض غير معين فيعتبر ما يأخذه القائم به حقا لا أجرا يقول:" إن الذي يأكله الخلفاء والولاة والفقهاء ليس بأجرة،وإنما هو حق جعله الله لهم لنازلهم ومنتابهم وإلا فالذي يفعلونه فرض عليهم، فكيف تجب الأجرة لهم وهو فرض عليهم،والفرضية تنافي الأجرة لاسيما إذا كان عملا غير معين كعمل الخلفاء والقضاة والمفتين والسعاة والمعلمين. فهذه نظرة دقيقة بقدر ما تحمل كل فرد مسؤوليته الشرعية،تعلي اعتباره وكرامته الاجتماعية، وهي النظرة التي يجب أن يؤسس عليها التشريع الاجتماعي،وعلى ضوئها يتعين النظر إلى كافة القائمين بالوظائف الكفائية في الأمة.

وادعاء ابن العربي الانفراد وإن لم يسلم له في بعض الاجتهادات فقد سلم له في أكثرها، (68) ونقلها عنه كثير من المحققين، كما اعتمدت أقواله وآراؤه واجتهاداته، ونقلت عنه وتداولها الناس في حياته وبعد وفاته، وما ذهب إليه الدهلوي من أن ابن العربي وأبن عبد البر واضطرابها من المجتهدين المنتسبين لاتعد أقوالهم وجها في المذهب فغير صحيح، فإن أقواله معدودة من وجوه المذهب المالكي معمول بها معتمدة حتى ولو أنفرد بها.

ومن الذين نقلوا عنه تلميذه ابن الفرس الغرناطي ت 597هـ في أحكام القرآن صفحات: 28 - 109 - 312 - 513 والقرافي في الفروق والذخيرة (69) وابن جزي في التسهيل 1/ 6 وفي القوانين الفقهية صفحات119 - 176 - 435 والونشريسي في المعيار 2/ 9 - 9/ 69 - 209 - 10/ 48 - 50 - 107 - 176 - 11/ 83 - 84 - 98 - 175 - 176 - 182 - 183 - 12/ 40 - 92 - 93 - 122 - 141. والرهوني في حاشيته 13.12.5/ 3 والشيخ كنون في حاشيته 3/ 5 وابن هلال في نوازله 8 ملزمة 29، والوزاني في النوازل الصغرى 1/ 1/258 - 325 - 327، وميارة على ابن عاشر: 1/ 211 - 217 - 222 - 224 - 239 - 245 - 280 - 299 والطالب بن الحاج في حاشيته 1/ 245 - والعلمي في نوازله 2/ 246 - 387 - 388 - والدردير في الشرح الكبير 1/ 407 - 4/ 353 - والدسوقي في حاشيته 4/ 353 وابن الحاج العبدري في المدخل: 1/ 110 - 114 - 4/ 25 - 28 - 171 - 212 - 218 - 310 - والخرشي على خليل 2/ 222، والزرقاني في شرحه للموطأ 1/ 190 والقرطبي في تفسيره 1/ 93 - 110 - 123 - 140 - 152 - (70) ونقل عنه ابن القيم في زاد المعاد 2/ 437.442 وابن سيد الناس في كتابه النفح الشذي في شرح الترمذي 1/ 191 - 340 - 344 - 377 - 387 - 399 - والنووي في المجموع 3/ 134، والمطيعي في تكملة المجموع 17/ 359.425، وابن حجر في الفتح 2/ 184 - 184 - 431 - 3/ 297 - 10/ 339 (71) والشاطبي في الموافقات وغيرها 4/ 150.151 وابن الجزري في النشر 1/ 35 والزركشي في البرهان1/ 36 والسيوطي في حاشيته على النسائي 5/ 215 وفي الإتقان 2/ 22.91 والسندي في حاشيته على النسائي 5/ 215 وفي شرحه للترمذي 1/ 4 - 5 والصنعاني في سبل السلام 3/ 337، والشوكاني في نيل الأوطار،3/ 13.14.311.276 و 5/ 266 و9/ 179.

فهذه قلة من كثرة ممن نقلوا أقوال ابن العربي واحتفوا بها وشهدوا لصاحبها بالرسوخ في العلم والملكة العالية في الاستنباط، ورحم الله تلميذ ابن العربي الفتح بن خاقان إذ قال مادحا شيخه:" علم الأعلام الطاهر الأثواب، الباهر الألباب، والذي أنسى ذكاء اياس (72)، وترك التقليد للقياس، وأنتج الفرع من الأصل، وغدا في يد الإسلام أمضى من النصل، سقى الله به الأندلس بعدما أجدبت من المعارف ومد عليها الظل الوارف، فكساها رونق نبله، وسقاها ريق وبله" (73)

وكتبه الدكتور:أحمد أمحرزي علوي

كلية الآداب مراكش

الهوامش

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير