تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كما يكشف الشيخ المكي الناصري عن خلفيات خصوم الإسلام بعيدا عن كل الدعاوى والشبهات المثارة منطلقا في ذلك من قوله تعالى:" أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ" (المائدة: 50) يقول:"يرفع كتاب الله النقاب وإمعانا عن خصوم الشريعة وأعدائها ويبين السر الخفي والدافع الحقيقي لخصومتهم لها في السر والعلن، ذلك بأنهم يفضلون شريعة الغاب على شريعة الكتاب لأنهم يجدون في كنف الأولى كل ما يحقق أغراضهم المنحرفة من الوسائل والأسباب، وحكم الغاب بالنسبة للإسلام هو حكم الجاهاية الأولى، وحكم الجاهلية هو حكم الهوى لا حكم الحق، وحكم العصبية لا حكم العدل، وحكم الطبقية لا حكم المساواة، وحكم الاستغلال لا حكم الإنصاف، وحكم الإباحية لا حكم ضبط النفس، وحكم الفوضى لا حكم النظام،وحكم الفواحش والخبائث لا حكم المكارم والطيبات، وبالجملة فحكم الجاهلية هو الحكم الذي يوحي به الشيطان والنقيض الطبيعي التام من كل الوجوه ومن جمع زوايا النظر لحكم الحكيم الرحمن" التيسير 2/ 66 – 67

ومن المواضيع التي عالجها الشيخ الناصري في تفسيره موضوع الجهاد وإعداد القوة لمحاربة العدو، يقول رحمه الله:" وقد نبه مصلحو الإسلام في القرن الأخير وفي طليعتهم حكيم المشرق جمال الدين الأفغاني الحسيني ومؤرخ المغرب أحمد بن خالد الناصري الجعفري إلى أن أهم سبب كان ولا يزال لطمع الأجانب في العالم الإسلامي هو إهمال المسلمين لما أمرهم الله به وحضهم عليه من العناية التامة بالقوة العسكرية والفنون الحربية ومن تركهم الاستعداد للجهاد واعتمادهم في العدة والعتاد على نفس الأجانب الطامعين في السيطرة على العباد." التيسير 2/ 324

ومن وسائل الاستعداد للجهاد ضرورة إعداد القوة اللازمة وهذا ما يشير إليه عند تفسير قوله تعالى:" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل" الأنفال 61، "جاءت الآيات الكريمة في أول هذا الربع بقاعدة قرآنية عامة وخطاب إلهي موجه إلى كافة المؤمنين وبصفة مؤبدة ومستمرة إلى يوم الدين وذلك قوله تعالى:" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" ففي هذا الخطاب الإلهي الحكيم يامر الله عباده المؤمنين أمرا قاطعا بإعداد كل مافي إمكانهم واستطاعتهم من وسائل القوة الكافية لمجابهة أعداء الإسلام، وعدم الغفلة عن هذا الاستعداد على مدى السنين والأعوام" التيسير 2/ 344.

ويقدم الشيخ الناصري مفهوما واسعا وشاملا لمفهوم القوة في القرآن، يقول:"وكتاب الله في هذه الآية لا يحدد نوعا خاصا من أنواع القوة وإنما يأمر بإعداد القوة بكل ما في الوسع والطاقة وعلى الإطلاق والشمول دون تعيين لنوعها ولا تحديد لشكلها لأن أنواع القوة وأدواتها تختلف من عصر إلى عصر، ومن جيل إلى جيل، فلكل عصر نوع من القوة يقهر الأعداء ونوع من السلاح يفيد في مقاومتهم ويردهم على أعقابهم والله بمقتضى هذه الآية يلزم المسلمين بان يكونوا أقوياء غير ضعفاء وبان يكونوا في مستوى كاف من القوة يجعلهم في مأمن من طمع الطامعين ... إذ هو سبحانه اعلم بما سيواجه الإسلام منذ ظهوره في العالم من أحلاف عدائية ودسائس سياسية وعسكرية، ومؤامرات صليبية وصهيونية وإلحادية، دون انقطاع إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها ... " التيسير 2/ 345

في إصلاح بعض القضايا الاجتماعية

في قضايا لأسرة:

وفي تفسير قوله تعالى:"عن تراض منهما وتشاور" يرشد إلى اهمية التشاور في قضايا الأسرة بشكل عام. يقول:"وإذا كانت رضاعة الطفل وفطامه مما تجب فيه المشاورة و التراضي بين الوالدين ... فما بالك ببقية شؤون الأسرة الأخرى فالمشاورة فيها تعتبر من باب أولى وأحرى وذلك توجيه من الله تعالى لعباده المومنين أن يجعلوا من أسرهم أسرا قائمة على التعاون ومن بيوتهم بيوتا مؤسسة على التضامن يتكامل فيها رأي الزوج برأي الزوجة وتدبير الأب بتدبير الأم" التيسير 1/ 153

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير