تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والقرينة في حرف القمر أن الساعة إذا اقتربت أكثر وانشق القمر وهو مما ينتظر كذلك ـ كما سيأتي بيانه ـ سينزّل ربنا آيات خارقة معجزة يراها جميع الناس في آخر أجل الأمة وأجل الكون كله ولن يؤمن المجرمون بل سيقولون ? سحر مستمر ? اعترافا منهم أن الآيات المنتظرة هي كالموصوف في القرآن من قبل وذلك قولهم ? سحر مستمر ? من الدهشة تعجبا أي حسبوا الآيات الخارقة المعجزة قد انقطعت من قبل فإذا بسحرها كما يزعمون مستمر وكما في المثاني في قوله ? في يوم نحس مستمر ? القمر 19 أي لم ينقطع عنهم العذاب بالريح الصرصر العقيم بانقطاع اليوم الأول وإنما تتابع واستمر سبع ليال وثمانية أيام.

إن قوله ? وكذبوا واتبعوا أهواءهم ? القمر 3 ليعني وصف الذين سيدركون تلك الآيات ثم يكذبون بها أنها من عند رب العالمين ولا يتبعون القرآن الذي وعد بها وإنما يتبعون أهواءهم وقوله ? وكل أمر مستقر ? القمر 3 هو وعد من الله في القرآن يعني كل أمر من العذاب أهلك به الأولون سيستقرّ على الآخرين من هذه الأمة كما بيّنت في كلية النصر في ليلة القدر، بيان سورة القدر.

والقرينة في حرف الأنعام ? وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ? أن من المنافقين من يستمعون إلى النبي ? يتلو القرآن ولا يفقهون منه أن الله وعد بالآيات الخارقة للتخويف والقضاء بعد نزول القرآن وأن المنافقين إن يروا تلك الآيات كلها لن يؤمنوا بها.

والقرينة في حرف الأعراف ? وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ? أنه من نبوة موسى التي لم تقع بعد وجاء بيانها في القرآن للتذكير بها ليتأمّلها ولينتظرها كل مؤمن بنبوة موسى، فهي مما نبّأ الله به موسى لمّا آتاه التوراة مكتوبة في الألواح وفيها موعظة وتفصيل لكل شيء سيكون بعده نبّأه به ومنه هذا البلاغ والإعلان كما في قوله ? فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار الفاسقين سأصرف عن آياتي الذين يتكبّرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كلّ آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرّشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغيّ يتخذوه سبيلا ? الأعراف 145 ـ 146 ومن مقتضى هذا البلاغ والإعلان الخطير الكبير أن ربنا لم ينزل الآيات الخارقة للتخويف والقضاء بعد نزول التوراة إلى البشرية إلى يومنا هذا بل كانت جميع الآيات الخارقة مع موسى بعد هلاك فرعون ومع جميع النبيين والرسل بعده من بني إسرائيل ومع النبي الأمي ? هي آيات خارقة للكرامة والطمأنينة، ويوم يرى الناس الآيات الخارقة للتخويف والقضاء بعد نزول التوراة فذلكم هو سبيل الرشد الذي سيتبيّنه الناس بنزول عيسى ابن مريم وبسائر الآيات الخارقة كما يأتي قريبا تحقيقه وسيصرف ربنا عن الإيمان بها الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق والذين سيتخذون من سبيل الغي وهو سبيل السامريّ الدجال المنتظر سبيلا وكما سيأتي مزيد من بيانه في آخر هذه الكلية.

ويعني أول غافر أن الله وعد في القرآن أن يري الناس آياته الخارقة المعجزة كما هي دلالة تعدية الرؤية إلى الآيات ووعد الله كذلك أن ينزل على الناس من السماء رزقا وبينته في فصل المنظرين في آخر هذه الكلية، والوعدان سيقعان في الدنيا ليتذكرهما بالقرآن من ينيب ويعرض عنهما غيرهم.

وثاني غافر ? ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون ? من المثاني مع حرف النمل ? وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ? أي لا تنكرونها بل تعلمون وتوقنون أنها من عند الله وليست مفتراة وإنما يكذب بها أكثر الناس وهم يعلمون أنهم يشاقون الله ومن يهدي من أضل الله ومن ينقذ من حقّ عليه كلمة العذاب ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم.

والقرينة كذلك في ثاني غافر أن قوله ? وخسر هنالك المبطلون ? بالإشارة ب ? هنالك ? إلى البعيد من الغيب يوم نزل القرآن.

ويأتي حرف النمل في حرف القول.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير