والقرينة في حرف فصلت ? سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنه الحق ? أنه من المثاني مع قوله ? قل انظروا ما ذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ? يونس 101 ويعني أن الله سيري هذه الأمة آيات خارقة معجزة للتخويف والقضاء في آخر أجل الأمة ولن تستطيع الإنس والجن أن يأتوا بمثل التي في الآفاق من السماوات ولا بمثل التي في أنفسهم من الأرض ليتبيّن لهم أنه الحق ويعني قوله ? أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ? أن ذلك الموعود سيقع ليشاهده العالمون جميعا إذ ما شهد الله به لن يبقى سرا وإنما سيشهده ويحضره العالمون والله أكبر شهادة.
والقرينة في حرف الأنبياء ? سأوريكم آياتي فلا تستعجلون ? أنه مما ينتظر لقوله ? خلق الإنسان من عجل ? ولقوله ? فلا تستعجلون ? وإنما يستعجل المنتظر الذي لم يقع بعد ولقوله ? ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ? الأنبياء 38 وإنما الوعد هو قوله ? سأوريكم آياتي ? والله لا يخلف الميعاد.
ومضى آنفا بيان حرف الجاثية وسيأتي قريبا بيان حرف البقرة في هذه الكلية ضمن بيان قوله ? أو كلّم به الموتى ?.
من القول
إن قوله:
? ? وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ? خاتمة النمل
? ? ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين ? يونس 20
? ? ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب ? الرعد 27
? ? ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين ? العنكبوت 50
? ? وقالوا لولا نزّل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزّل آية ولكنّ أكثرهم لا يعلمون ? الأنعام 37
? ? وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمننّ بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ? الأنعام 109
? ? هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون ? الأنعام 158
? ? قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ? عمران 73
وحرف النمل من القول الذي لم يقع بعد وسيتم بحمد الله وعزته وقهره بعد قراءة النبي ? وتلاوته القرآن كما في قوله ? وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن ? النمل 91 ـ 92 وسيتمّ بعدها أن يري الله آياته الخارقة للتخويف والقضاء للناس فيعرفونها، ومن المثاني مع حرف النمل ? وقل الحمد الله سيريكم آياته فتعرفونها ? قوله ? يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده ? الإسراء 52 أي فسيتم بعثكم من القبور وحشركم وتستجيبون للداعي إلى الحشر بحمد الله وعزته وقهره فلا يتخلف منكم أحد فهذا التمام هو مقتضى الحمد وكذلك بعد تمام قراءة النبي ? وتلاوته القرآن، وسيتم وعده بإنزال الآيات الخارقة للتخويف والقضاء يراها الناس فيعرفونها ولا ينكرونها.
ويعني حرف يونس أن من القول في القرآن الذي لن يقع إلا متأخرا بعد النبي ? أن سينزل رب العالمين آية خارقة للتخويف والقضاء، وهو من الغيب يوم نزل القرآن ويعني تكليف النبي ? بانتظاره أنه سيصبح في الدنيا شهادة يوم يشاء الله وأن انتظار تلك الآيات الخارقة للتخويف والقضاء من سنة النبي ? كما بيّنت في من أصول الفقه ولينتظره معه كل مسلم لم يرغب عن سنة نبيه، ويعني أمر المكذبين بالانتظار أنهم سيهلكون في الدنيا بعد الآيات الخارقة للتخويف والقضاء إن لم يهتدوا بها.
ومن القرينة كذلك قوله ? وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون ? يونس 21 ويعني أن الآيات من رب العالمين ستصبح شهادة وينزلها الله ويكذب بها المكذبون وتصيبهم ضراء ويتعهّدون بالإيمان إن كشفت عنهم الضراء فتكشف عنهم فتصيب الناس رحمة من بعد ضراء مسّتهم كما كشف الضر بالطوفان والجرد والقمل والضفادع والدم عن فرعون وملئه بدعوة فنكثوا، وسيمكر الناس في آيات ربهم الموعودة وبالمؤمنين بها، والله أسرع مكرا، ودلالة قوله ? إن رسلنا يكتبون ما تمكرون ? أنهم سيعذبون في الدنيا إذ كان من تفصيل الكتاب اقتران كتابة الأعمال
¥