بالعذاب كما بينت في من أصول التفسير في بيان الغفور الرحيم من الأسماء الحسنى.
ويعني حرف الرعد أن رب العالمين سينزل آية خارقة للتخويف والقضاء بعد النبي الأمي ? كما هي دلالة القول وأن الله سيضل عنها من يشاء ويهدي بها من أناب.
ويعني حرف العنكبوت أن الآيات الخارقة للتخويف والقضاء هي عند الله قد قدرت من قبل وسينزلها الله ـ بعد النبي ? كما هي دلالة القول ـ إذا شاء الله وليس كما يشاء النبي ? أو كما يشاء المكذبون.
ويعني أول الأنعام أن من القول أن الله سينزل آية خارقة للتخويف والقضاء وهي وعد من الله كما هي دلالة ذكر قدرة الله على تنزيل الآية الخارقة كما بينت في اسم الله القادر القدير المقتدر من الأسماء الحسنى في مقدمة التفسير.
وإن من تفصيل الكتاب أن قوله ? وقالوا ? وشبهه بصيغة الماضي هو للحكاية عن الذي قد مضى من ذلك يوم نزل القرآن، وأن قوله ? ويقولون ? وقوله ? ويقول الذين كفروا ? وشبهه بصيغة المستقبل لبيان الحال ويعني أن ذلك قد قيل يوم نزل القرآن وأنه سيقال مثله بعد نزول القرآن يوم يأتي يقع الذكر بموعودات القرآن.
وحرف ثاني الأنعام من القول الذي لم يقع بعد ولو وقع لأخرج ربنا للناس دابة من الأرض تكلمهم، فقوله ? قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ? من القول في القرآن الذي لن يقع في حياة النبي ? بل بعده في أمته ولذلك قيل له ? قل ? للدلالة عليه ولا يخفى أن المخاطبين في قوله ? وما يشعركم ? هم الذين عاصروا خاتم النبيين ? وتنزّل القرآن عليه والذين سألوه الآيات الخارقة، ولا تخفى قوة قراءة الغيب في قوله ? لا يؤمنون ? للعشرة باستثناء ابن عامر الشامي وحمزة على نسق الغيب المتفق عليه في قوله ? ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ? الأنعام 111 لأن الذين ستجيئهم الآيات الخارقة في آخر أجل الأمة كالموصوف في قوله ? ولو أننا نزّلنا إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى وحشرنا كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكنّ أكثرهم يجهلون وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ? الأنعام 111 ـ 112 ويعني أن هذا الموعود سيقع في آخر أمة النبي ? على أعدائه المترفين الذين سيعرفون الوحي في ما بينهم كما عرفته البشرية اليوم في عالم الاتصالات وثورته العملاقة وإنما لم يقع اتصال الإنس بالجن والجن بالإنس وهو من المنتظر كما في قوله ? وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ? الأنعام 112 ومن المثاني معه ? وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم ? الأنعام 121 وهو من المنتظر.
إن الذين ستجيئهم الآيات الخارقة في آخر هذه الأمة كانوا غيبا مغيبين عن عالم الشهادة والخطاب يوم نزل القرآن فليسوا هم المخاطبين بقوله ? وما يشعركم ?.
ويعني ثالث الأنعام أن يوم يأتي بعض آيات ربنا هو من قول القرآن الذي لن يقع في حياة النبي ? وهو وعد من الله أمر نبيه ? بانتظاره فكان من سنته، ويعني قوله ? إنا منتظرون ? أن المؤمنين تبع لنبيهم ينتظرون بانتظاره وكذلك قوله ? قل آمنا بالله ? أي آمن بإيمان النبي ? كل مؤمن.
ويعني حرف عمران أن الهدى الذي سيهدي الله به سيقع بعد حياة النبي ? كما هي دلالة القول وأنه آية خارقة لا يقدر عليها أحد من العالمين لنفسه ولا لغيره وهي أن يؤتي رب العالمين أحدا من الناس مثل ما آتى بني إسرائيل من قبل من الآيات الخارقة للكرامة والطمأنينة ومن الآيات الخارقة للتخويف والقضاء وأن يؤتيه كذلك مثل ما آتى جميع الناس من العلم والقوة والأسباب حتى يتعلّم منه علماء الفلك والفيزيا والطب وسائر المتخصصين في العلوم التجريبة كما سيأتي تحقيقه وبيانه في بين قوله ? قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ?.
من الذكر
وكذلك وعد الله هذه الأمة أن يتم تذكيرها بالآيات الخارقة المعجزة التي جاء ذكرها في القرآن ليعرفوها إذا رأوها بالقرآن كما في المثاني:
? ? إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكّروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم ? السجدة 15
? ? ومن أظلم ممن ذكّر بآيات ربه فأعرض عنها ? الكهف 57
? ? ومن أظلم ممن ذكّر بآيات ربه ثم أعرض عنها ? السجدة 22
¥