لتعني أن جميع ذلك غيب منتظر ووعد لم يأت مع تنزّل القرآن على قلب خاتم النبيين محمد ? وإنما سيتم بعده لدلالة " إذا " الشرطية المتبوعة بالماضي على المستقبل الموعود المنتظر.
بيان قوله ? إني جاعل في الأرض خليفة ?
يتواصل
الحسن محمد ماديك
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[28 Feb 2008, 03:31 م]ـ
وأرجو من السادة أهل العلم أن ينفروا خفافا وثقالا لمناقشتها قصد إظهار مواطن الخطإ والتقصير والتناقض فيها أي مواطن مخالفتها صريح القرآن والأحاديث النبوية الصحيحة لا مواطن مخالفتها ما ألفوه من التراث الذي أزعم مخالفته القرآن والحديث النبوي الصحيح
إن صغر الخط وطول البحث وتضمنه عدة مسائل وطول الفصل بين المقدمات الكثيرة والنتيجة التي تريد الوصول إليها ثم اللجوء في صياغة النتيجة إلى الرمزية، والاحتياج إلى استفسارات كثيرة لاستجلاء مقصد الباحث
كل ذلك يحول دون تلبية ما طالبت به واستنفرت إليه.
ولو اقتصر الموضوع على مسألة واحدة أو فكرة واحدة بعرض ميسر غير مطول لكان ذلك أدعى لمناقشتها
لذلك سأقتصر على إبداء بعض الملاحظات تاركاً المجال لغيري من الباحثين وطلاب العلم لإبداء ما لديهم
قولك:
لا مواطن مخالفتها ما ألفوه من التراث الذي أزعم مخالفته القرآن والحديث النبوي الصحيح
هذا القول يثير سؤالاً مهما وهو ما مفهوم التراث عندك؟
وكذلك ما موقفك من تفاسير الصحابة والتابعين وأئمة اللغة؟
وإني إذا لمن الشاكرين للسادة القراء والمفسرين والمحدثين ولأول المذعنين المنقادين إلى الحق علنا وعلى سواء كما نشرت بحوثي على الملإ خشية إثم كتمان العلم والبيّنات في القرآن.
الظن بطالب الحق أن يذعن إليه وهذا هو الواجب في حقه، وليس في الإذعان إلى الحق منقصة بل هو والله الشرف العظيم إذ الحق أحق أن يتبع، ومن استكبر عن الحق فلن يضر الله شيئاً، وإنما يضر نفسه ويسعى في ذلها وهوانها.
ومن اتبع الحق أعزه الله ورفع شأنه.
وسبق لك أن أطلقت هذه الدعوى في موضوع سابق وأوردت عليك إيراداً اخترته على علم فلم تجب
ولا أدري علام يدل هذا؟
إن من تفصيل الكتاب أن لفظ الآية يقع على المتلوة والنعمة والدليل على التكرار والقرينة للتصديق وعلى الخارقة المعجزة.
لاحظت أنك انتهجت الفهم المباشر وبنيت عليه تقسيمات كثيرة لا يتضح منها رجوعك لتفاسير السلف وأئمة اللغة
وهذا ما يعزز أهمية السؤال السابق، وأنت قد بنيت على فهمك أموراً عظيمة.
وأنا ألخص لك ما ذكره علماء اللغة في معنى الآية
فالآية في اللغة تطلق على العلامة وعلى الرسالة وعلى الجماعة
والإطلاق الأول: هو أم الباب، وأكثر استعمالات هذا اللفظ، حتى إن بعض العلماء يرجع جميع استعمالات هذا اللفظ إلى هذا المعنى.
قال الله تعالى: (قال رب اجعل لي آية) أي علامة في قول الجميع لا أعلم في ذلك خلافاً.
وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار)
وقال الشاعر:
كل أنثى وإن بدا لك منها آية الحب حبها خيتعور
وقول الحارث بن ضمام المري:
بآية أني قد فجعت بفارس إذا عرد الأقوام أقدم معلما
ومن الإطلاق الثاني:
قول كعب بن زهير:
ألا أبلغا هذا المعرض آية أيقظان قال القول إذ قال أو حلم
وهذا استعمال مشهور في لغة العرب.
ومن الإطلاق الثالث: قولهم: خرج القوم بآيتهم أي: بجماعتهم
قال برج بن مسهر:
خرجنا من النقبين لا حي مثلنا بآيتنا نزجي المطي المطافلا
ومن علماء اللغة من يرجعه إلى المعنى الأول.
كما قال ابن القيم في بدائع الفوائد: (الآية العلامة، ومنه خرج القوم بآيهم أي بجماعتهم التي يتميزون بها عن غيرهم).
ومنهم من يجعله أصلاً ويرجع إليه أن الآية في كتاب الله سميت آية لتضمنها عدة حروف، والأول أرجح.
والتحقيق أن العلامة تعبير عبروا به عن معنى الشاهد والدليل والبينة على ما هي له.
والعلامة وإن كان فيها معنى الظهور والبيان والدلالة على الشيء حيث جعلت عليه ومنه سمي الجبل علماً، لدلالته على الموضع دلالة بينة إلا إن لفظ الآية أبلغ في البيان والدلالة من لفظ (العلامة) ولذلك استعمل في القرآن الكريم.
¥