ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[02 Mar 2008, 01:58 م]ـ
الأخ عبد العزيز الداخل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلقد قرأت ما كتبت ردا عليّ ومن قبل ولكن لم أشأ الردّ عليه لأنه لم يتضمن في ميزاني إلا إعلان براءتك ومخالفتك ما كتبت، وهذا بدهي عندي إذ لا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى.
أخي الفاضل
إنني أحترم المخالفين رأيي أكثر مما يحترمون أنفسهم إذ لم أطالبهم يوما بالتخلي عن مدرستهم ومنهجهم ليروا رأيي وينهجوا نهجي في البحث العلمي المجرد وإنما طلبت منهم نقض بحوثي ومنهجي بأدلة أقوى وأوضح مما احتججت به من القرآن والحديث النبوي الصحيح لا غير.
ولم تنصفني أنت ولا غيرك من الباحثين المقلدين الذين نشرت لهم بحوثي وطلبت منهم تصويبها ولم لا تثبتوا بالدليل من القرآن والسنة أن تفرقتي بين مدلول لفظ القرآن ولفظ الكتاب هي باطلة وتثبتون لي وللناس كذلك أن الجديد الذي فسّرت به الأسماء الحسنى هو باطل مردود شرعا وتثبتون لي القصور في بيان مدلول النبوة وهكذا في كل جزئية من مئات الجزئيات التي نشرت على الملإ وإذا لأصدعنّ بالرجوع إلى الحق وأنك مثلا من قد هداني إلى ما ضللت علنه من العلم والبيّنات والحق.
أخي الداخل
إنني أجل أصحاب التراث الإسلامي أعني أولئك الأئمة الثقات العدول من القراء والمفسرين والمحدثين والفقهاء رضي الله عنهم وغفر لهم أجمعين ولكن لم أخلط بين ما نقلوه لنا عذبا وسلسلا من القرآن والحديث النبوي وبين فهمهم هم الذي خالفوا فيه ما نقلوه لنا من الوحي وهذا سرّ الخلاف وكما في الحديث الصحيح "بلّغوا عني ولو آية فرب مبلغ أوعى من سامع " وأن "رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه". ولا يعني الحديث النبوي تكليف المبلغ بصيغة اسم المفعول أن لا يفهم ولا يعي من العلم إلا ما فهمه المبلغ بصيغة اسم الفاعل.فاعلم مواقع الخلاف بيننا وأنصفني كما نصفتك ونصفت مدرستك إذ لم أطلب يوما من الناس تقليدي واتباع منهجي في البحث العلمي المجرد إذ لم أعلم أني على صواب فكيف أدعو إلى موافقتي وأن يرى الناس رأيي ومذهبي في تدبر القرآن ودراسته، أعوذ باله أن أكون من الجاهاين
بل غاية ما طلبت منك ومن الناس اتباع مواطن القصور والتقصير في بحوثي وإهدائها إليّ لأرجع عنها ولكن لا يخطئونني بما خالفته من التراث عن وعي ودراية وقصد بل بأدلة أقوى من الوحي.
الحسن محمد ماديك
ـ[محمد جابري]ــــــــ[24 Jul 2008, 01:42 م]ـ
أخي الحسن محمد ماديك؛
سلام عليك ورحمة الله وبركاته، أما بعد؛
راسلتكم مباشرة عسى نصح الخفاء يفيد أكثر من نصح العلانية، ولربما لم تتوصلوا بالرسالة مما دعاني لأنشرها للعموم عسى أن تعمم الفائدة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل النصح له ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم. وأشكره شكر من ذاق حلاوة البيان الشافي القريب عهد بربه, وأستلهمه الصواب والرشاد وكفى بالله عليا كبيرا يري آياته للناس وفق وعده {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 19] وينزل من السماء رزقا وحصر التذكر في المنيبين. وأصلي وأسلم على نبي الهدى محمد بن عبد الله وعلى آله صلاة وسلاما نبلغ بها أقصى الغايات ونخرق بها الأسوار المتسورة على الفهم السديد والرأي الرشيد. والله عليم حكيم يدخل من يشاء في رحمته.
أما بعد؛
تصفحت مقدمة كتابكم " من تفصيل الكتاب وبيان القرآن" ولا أخفي فقد لمسه لقلب قبل أن يلمسه العقل والحمد لله الذي هداكم لهذا البيان ويسر لكم ركوب سبيل على غير ما اعتاده المفسرون، وألهمكم الحكمة في تبليغ ما جئتم به من غير استهانة بمن سلف، ولا نكير على من خالف النهج أو عنه تخلف. فليس في الفكر الإسلامي إقصاء؛ إذ الإقصاء شهادة ميراث للمُقصَى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 5]
¥