كما جاء في قولكم تعليقا على قوله ? كذلك كدنا ليوسف ? يوسف 76 ومن المثاني معه قوله ? لا يستطيعون حيلة ? النساء 98 ويعني صحة الحديث النبوي أن الله يلوم على العجز ومنه ترك الحيلة الموصلة إلى الغاية الشرعية.
ومعلوم من أفعال الله بأنها تأتي جزاء وفاقا ومن جنس عمل العبد إلا فيما لا يليق به سبحانه وتعالى من خيانة وغيرها. والمكر يقابله مكرا من الله، بل الله أشد مكرا. والمكر الأول ظلم والثاني من الله عدل، والاستهزاء يقابله استهزاء من الله فكيف نرغب المؤمنين ولوج دروب المكر والكيد دون مراعاة ما يترتب عنها من جزاء رباني.
وتقييدكم للحيلة بالغاية الشرعية، فيه نظر، فجل ما جاءتنا من مصائب عرجت بنا بعيدا عن النصوص القرآنية بفهم متفتح مستنير بنور الله ما دخل علينا إلا من جانب المصالح المرسلة والتي تسربت لنا عبر ما يسمونه الدراسة المقاصدية. والمتتبع لأسس بنائها لتستوقفه ضوابطها وبخاصة ما اشترطه الإمام الشاطبي رحمه الله في كون الأمر الابتدائي التصريحي - دون ما لا يتم الواجب إلا به – هو وحده الدال على الضروريات. وطبعا هذا ما لا تسلمه له الدلالة اللغوية. ثم حينما نمسك بالعصا السحرية للدراسة المقاصدية لم نستطيع الإحاطة بكل ما يجري في الكون لإدخاله حوزة الشرع ...
والدراسة المقاصدية بما أوتيت من سعة واطلاع ما جاءت إلا بعد أن تساءل الفقهاء كيف تحكم النصوص المعدودة والمحدودة أفعال المخلوقين والتي لا عد لها ولا حصر؟ وجاءتنا المصلحة المرسلة بطوام لا زالت تحكم مجتمعاتنا وتقيد أيادي وفكر منتقدي الأنظمة الحاكمة ...
فمن لم يدرك سنن الله في أفعاله ولم يطالع ما جاءت من عهود ربانية في قرآنه بقراءة واعية في كونه بعين ناقدة ورؤية ثاقبة، أوشك أن يتقول على الله في جل ما يكتب، فضلا عن تيهه بحثا عن ضوابط لأفعال العباد، وما درى المسكين بأن عهود الله لم تترك الأمر سدى وأنها هي الضوابط لكل العلوم والمعارف مهما تنوعت، كما هي أسس العلوم السياسية والتي عجز البشر عن إدراك ضوابطها فأرجعوها ضمن جملة الفنون فقالوا: " السياسة فن الممكن ".
4ـ قضية الدراسة المصطلحية
إن الدراسات المصطلحية لتأتينا بالعجائب، ذلك لكون القرآن الكريم لا زالت أرضيته بكرا لم تحرث، فعجائبه لا تنتهي. والمتمعن في كلام الله كلما أطال النظر فيه إلا وأمده بمدد الغيب، وفضل الله لا يحجر، ويداه مبسوطتان تنفق كيف يشاء.
فمثلا مصطلح " أمة " يدل على جماعة من الناس {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120]
كما يدل على الواحد بدليل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120]
كما قد يدل على الفترة من الزمن بدليل: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} [يونس: 47]
5ـ اصطفاء السبع المثاني:
كيف تم الوصول إلى السبع المثاني؟ وما السبيل على ذلك؛ لم يتطرق البحث لهذه التساؤلات؟
وجدية الأمر تتطلب البيان والاستدلال.
6ـ نوعية الخطاب:
فالمتتبع لبعض العبارات الشاردة توحي على انه ينبغي الاستجابة لدعوة الشافعي رحمه الله لبعض تلامذته بقوله: " يا فلان أكس ألفاظك "
وبهذا وجب التنبيه، وفقكم الله وهداكم إلى صالح الأعمال، وفتح عليكم أبواب فضل الفهم عنه سبحانه وتعالى/ وهو على كل شيء قدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويتبع الجزء الثاني من النصيحة ـ إن شاء الله ـ
XXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXX
وهذه إشارات إلى أخينا عبد العزيز الداخل حفظه الله،
أخي الكريم،
ما أظن أنك استجبت لقوله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً} [الفرقان: 73]،وهو ما يعني وجوب التثبت والتحقق من الأمورقبل التسليم بها، فإذا جاءت الأية في سياق المدح مما يعني الوجوب، وإذا كان هذا في حق كلام الله فكيف بكلام غيره، وكثيرا من الأمورالعلمية من أقوال الصحب الكرام أدخلت سرادق التقديس وهي في أمس الحاجة للتحرير العلمي، ولا أحد فوق نقد الناقدين، وكثيرا ما رجع الصحب الكرام في حياتهم عن رأيهم حين يرشدهم مرشد للحق والصواب.
¥