تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولنعرف خطورة هذا الغذاء يكفي أن ننظر في تشريع الصلوات الخمس، نحن لم نجبر على الأكل ليس واجبا علينا أن نفطر في الصباح، وليس واجبا علينا أن نتغذى وليس واجبا علينا أن نتعشى، ولكن واجب علينا أن نصلي صلاة الصبح، وواجب علينا أن نصلي صلاة الظهر وواجب علينا أن نصلي صلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء في أوقات معينة "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" لا يمكن التقديم ولا يمكن التأخير، لم؟ لأن الجزء الروحي في الإنسان يحتاج ضرورة إلى التزود بالطاقة خمس مرات في اليوم، وإلا لم تبق فيه طاقة ويتجه جهة الظلمة ويتجه جهة الضلال، الجوع الروحي في الانسان أكبر من الجوع الطيني، بدليل هذا التشريع لماذا أوجب علينا الصلاة؟ والصلاة إنما هي للتزود، الصلاة صلة بين العبد وربه فنحن نقف بين المولى جل وعلا نتصل به مباشرة، نستمد من أسمائه الحسنى المعاني، نستمد من إسمه العليم العلم، ومن الحكيم الحكمة، ومن النور النور، من الرحمان الرحمة, إذا لم يقع اتصال لا يقع استمداد ولا إمداد تماما كما يتصل القابس بالدائرة الكهربائية فإنه يمد الجهاز بالطاقة ولكن عندما لا يكون اتصال يكون الانقطاع، الطاقة القديمة تستهلك وإذا لم تجدد الطاقة فإن الجهاز يقف، كذلك الأمر في هذا الانسان، فهو يحتاج إلى التزود بالطاقة بصورة منظمة منتظمة كما شرعها الله جل وعلا، وهو العليم الخبير بنا يعلم ما يصلح لنا وما يصلحنا.

بل ننظر أيها الأحبة في مستوى الضرورة ومستوى الخطر الذي يتهدد البشرية حين لا تصلي، والضرر الذي يلحق بالفرد حين لا يصلي الصلاة التي شرعها الله وأمر الله بها "وأقم الصلاة لذكري" ذلك الذكر هو الذي يحدث الاتصال، فإذا كان هناك سهو "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" سواء السهو عنها كان جملة أو عن بعضها، يوجد الشبح ولا توجد الروح، يوجد شبه الصلاة ولا توجد روح الصلاة، وإنما روح الصلاة الذكر، "وأقم الصلاة لذكري"،لا لذكر غيري، فبذلك الذكر يحدث الإتصال وبالاتصال يحدث التزود بالطاقة حقيقة، فيا أيها الأحبة فلننظر كما قلت في خطورة هذا الأمر وهو أن هذا القرآن علاقته بالانسان كعلاقة الروح بالجسد، وإذا لم تغذى الروح التي هي في الجسد بروح القرآن بانتظام فإنها تموت، وأغلب البشرية أموات "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت".

?يا أيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم?، هذه هي العلاقة الأولى.

العلاقة الثانية: هي علاقة النور بالرؤية:

وهي التي تشير إليها آيات:"قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام"، بالنور نرى ونبصر فإذا ذهب النور نصبح في ظلام دامس، فلا نبصر لا طريقا، ولا خطرا يتهددنا ولا أي شي بعضنا يصطدم ببعض، يحدث الاضطراب الكامل، التخبط التام ولن يهتدي الناس إلى السبيل. بالنور تتم الرؤية ويتم وضوح الرؤية، هذه الرؤية حاجة الإنسان إليها كما الهواء والماء، لم؟ لأننا جئنا من غيب ونتجه إلى غيب، "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت" علاقتنا بالدقائق القادمة لا نعرف عنها شيئا، نتواجه في كل لحظة مع الغيب، ما مضى فات، وحين فات دخل في عالم الغيب، فالذي يعلم عما فات إنما هو تخرصات وظنون، إلا ما تكفل الله عز وجل بحفظه من ذكره وبيان ذكره، وما نهج فيه نهجه من حفظه بميزان ذكره ومن إسناد خصت به هذه الأمة بالتوثيق. الأهم في المسألة الأول هو أنه غيب تام فكيف نتصرف؟ الله عز وجل أرشنا بهذا النور إلى أن نتصرف تصرف يكفل لنا أن نحفظ ونحن نخترق الغيب، "احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده اتجاهك" "يوم يقول يالتني قدمت لحياتي" فلا حياة إلا تلك هذه ليست حياة، هذه مقدمة حياة، فيجب أن نستيقض "الناس نيام فإذا ماتوا استيقظوا" أو كما قال صلى الله عليه وسلم، إذاك نعرف الحيقية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير