تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تتميز مواقع "الإعجاز" بقدرة إعلامية على كسب الجمهور، وطرح المداخل الدعوية الأكثر قبولاً وفاعلية لدى المسلمين من مستخدمي الانترنت، بمنطق لا يقبل التشكيك لدى غير المتخصصين، وارتكزت هذه المواقع على عدة آليات إعلامية في الطرح، منها:

أولا: تفنيد الخطاب الرافض للإعجاز

يحمل موقع زغلول النجار على تصديق الأطروحات التفسيرية للقرآن، فيتصدر الصفحة الرئيسية – وقت إجراء هذا التحليل - مقال بعنوان "ضوابط التفسير العلمي للقرآن الكريم" [13]، ومنها: عدم تحميل الآيات فوق معانيها المباشرة، جمع القراءات الصحيحة المتعلقة بآيات القرآن الكريم، عدم الاعتماد على الفروض العلمية في الإعجاز العلمي، عدم الخوض في الغيبيات المطلقة، التأكيد على أنه لا يوجد تفسير قطعي للقرآن .. مع تحديد صفات المتعرض للإعجاز: الإلمام بالعربية، الإلمام بالعلم الذي تشتبك معه الآية، الأمانة.

وفي ذات المقال يرد زغلول على معارضيه، مشيرا إلى أن رغبته هي تعزيز حب الدين بالعلم، مضيفاً: "الإعجاز العلمي دعوة لمن لا يؤمن إلا بما يثبته العلم، ومن أسباب رفض العلماء للإعجاز ازدواجية التعليم" .. ويوجد في موقعه باب كامل بعنوان "شبهات وردود".

ويحدد موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي ضوابط الإعجاز، كتصديره لصورة الهيئة المشرفة على هذا "العلم"، في مجموعة مقالات وأبحاث تحت باب "التأصيل العلمي" [14]، ومن الضوابط المطروحة: ثبوت العلم عند العلماء بشكل مستقر، ثبوت استحالة معرفة البشر بتلك الحقيقة الكونية وقت تنزيل القرآن، تحقق المطابقة بين دلالة النص من كتاب الله عز وجل أو من سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبين تلك الحقيقة الكونية، ثبوت أن النص الذي نستنبط منه الإعجاز العلمي المشار إليه هو من السنة المطهرة".

وعلى ذات الموقع، يؤكد د. النجار في حوار صحفي معه، تحت عنوان "الإعجاز العلمي لغة الدعوة في عصر العلم" [15] على اعتماد التفسير على الاجتهاد: "ولما كان التفسير جهدا بشريا لحسن فهم دلالة الآية القرآنية - إن أصاب فيه المفسر فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد- جاز للمفسر استخدام كل الوسائل المتاحة له، سواء كانت حقائق علمية أو فروضاً أو نظريات ما دام الإخلاص والتجرد وصدق النية قد توفر، وما دام أنه قد استعان بالأدوات اللازمة للتعرض لتفسير كلام الله بعد إلمام باللغة العربية ومفرداتها وقواعدها وأساليب التعبير فيها وبكل من أسباب النزول والناسخ والمنسوخ والمأثور وجهود السابقين في ذلك المجال".

ويقول زغلول في موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي رداً على من يقولون: إن التفسير العلمي للآيات يهدد قدسية القرآن: "لا يجوز أن ننعزل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عن معارف العصر الثابتة والنافعة والمفيدة، وهناك من الإشارات الكونية في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما لا نستطيع فهمه إلا في ضوء عدد من الحقائق العلمية الحديثة.

والقرآن الكريم يؤكد على هذه الرؤى المستقبلية لتلك الآيات الكونية في كتاب الله كما سبق وأن أسلفنا، وقد يرى القادمون بعدنا في تلك الآيات الكونية ما لم ندركه نحن بعد حتى يظل القرآن الكريم والسنة المطهرة مهيمنا على المعرفة الإنسانية".

ثانيا: الاستشهاد بغربيين

تهتم مواقع الإعجاز بنقل الأخبار المتصلة باهتماماتها من المواقع العالمية الغربية، مثل: رويترز، CNN، BBC وتهتم مواقع الإعجاز بنقل التجارب والتصريحات الغربية التي تتفق وأطروحاتها، مثل إجراء موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي حواراً صحفياً مع الدكتور جون هونوفر لارسن كبير أطباء المستشفى الرسمي في كوبنهاجن [16]، وأخذ تصريحات منه تؤكد على أن ذبح الحيوان قبل موته ضمان لطهارة لحمه من الجراثيم والميكروبات. هذا يعطي مصداقية للفكرة في استضافة غير مسلمين ممن تألقوا في العلم ليصدّقوا على معلومات أوامر ونواهٍ أتى بها الشارع الحكيم، واستثمارٌ لـ "عقدة الخواجة".

ثالثا: عرض قصص إنسانية تأثرت بالإعجاز

يعد موقع "موسوعة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة" الأكثر جماهيرية بين مواقع الإعجاز، فيقع في ترتيب Alexa الـ 6,404 على العالم، نظرا لتحديثه الدائم، وحرصه على إرسال نشرة بريدية زاخرة بالموضوعات الجذابة أسبوعياً لأكبر عدد من مستخدمي الإنترنت.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير