تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مستقبل (مصحف المدينة النبوية) بعد طباعة عدد من المصاحف المماثلة في العالم الإسلامي]

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jun 2010, 11:04 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخُ طباعة القرآن الكريم والعناية به من الأبحاث الطريفة التي كتبت فيها مؤخراً أبحاث قيمة، منها كتاب الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي (كتابة المصحف الشريف وطباعته: تاريخها وتطورها) الذي نشره مجمع الملك فهد. وقد تناول فيه تاريخ طباعة المصحف بشيء من التفصيل، وقد أشار فيه إلى بداية العناية بطباعة القرآن في العالم الإسلامي وأبرز محطاتها.

ومنذ افتتاح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف عام 1405هـ وصدور أول نسخة من ثمار ذلك المجمع أقبل الناس على هذا المصحف الذي أطلق عليه (مصحف المدينة النبوية)؛ لما حظي به من العناية العلمية والفنية العالية، ومشاركة كبار علماء القراءات في الإشراف عليه، واستقر أبناء الجيل على الحفظ من خلال هذه الطبعة التي حظيت بعناية كبيرة في كل مراحلها، وأقبل الناس عليه محبةً وثقة في اللجنة التي أشرفت عليه، ومحبة لمكان صدروه حيث نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وما حولها، ولم يظهر في العالم الإسلامي ما يجاري هذه الطبعة في الجودة والإتقان وتوفر الإمكانيات المادية التي تساعد على الانتشار والمنافسة طيلة ما يقارب عشرين عاماً.

وفي الآونة الأخيرة وبعد ازدياد أعداد المسلمين في كل مكان، وثورة التواصل بين الشعوب، وكثرة المقبلين على القرآن وتلاوته وحفظه من مختلف الشعوب والطبقات زادت الحاجة إلى نسخ المصاحف، ولم يستطع مجمع الملك فهد تلبية حاجات جميع المسلمين في أنحاء العالم لأسباب كثيرة ظهرت محاولات جادة من عدد من الجهات الأهلية والدول الإسلامية لإصدار مصاحف في طبعات فاخرة، وحاولت بعض هذه الجهات الحصول على إذن طباعة النسخة التي روجعت في مجمع الملك فهد وكتبها الخطاط عثمان طه، ولكن لم يتيسر ذلك لرأيٍ رآه القائمون على مجمع الملك فهد، مما اضطر بعض الذين قاموا على إصدار تلك المصاحف إلى الذهاب للدار الشامية في سوريا التي تملك حقوق طباعة النسخة الأولى التي كتبها عثمان طه لهم، والتي بدأ مصحف المدينة النبوية بها أول مرة بعد إصلاحات طفيفة من قبل لجنة المصحف، وأخذوا الإذن بطباعتها.

دار مصحف أفريقيا (1)

ومِمَّن فعل ذلك دار مصحف أفريقيا التي بدأت فكرتها عام 1415هـ لتلبية حاجة المسلمين في أفريقيا وأصدرت مصحفاً انتشر الآن في القارة الأفريقية التي تتزايد حاجة أهلها للمصاحف في ظل الهجوم الشديد عليهم من قبل المنظمات التنصيرية وغيرها، وقد أصدرته برواية حفص عن عاصم وثلاث روايات أخرى، وظهر في حلة فاخرة جميلة جداً بخط عثمان طه للنسخة الأولى للدار الشامية بسوريا.

مصحف دولة الكويت (2)

كما قامت دولة الكويت بإصدار مصحف الكويت اعتماداً على طبعة دار مصحف أفريقيا أيضاً بإشراف الدكتور ياسر المزروعي في طبعة فاخرة جميلة برواية حفص عن عاصم، وبإجراء بعض التعديلات الطفيفة في بعض علامات الضبط.

مصحف قطر (3)

وأما دولة قطر فقد رأت أن تقوم بكتابة مصحف خاص بها، فاتبعت أسلوباً فريداً غير مسبوق حيث أعلنت عن مسابقة لكتابة المصحف الشريف، وتولى مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) بأستانبول تركيا الإشراف على هذه المسابقة والطباعة بعد ذلك، واختير المصحف الذي خطه الخطاط السوري عبيدة بن صالح البنكي ليكون هو المصحف الذي يحمل اسم (مصحف قطر) وتَمَّ تدشينهُ مؤخراً في العاصمة القطرية الدوحة ليكون هو المصحف المعتمد في قطر ويُصدَّر إلى بقية العالم الإسلامي ليكون في متناول الجميع، وصدر في حُلَّةٍ فاخرةٍ ولونٍ مُميزٍ جداً، والأتراك لهم إبداعٌ وتفوق في الإخراج والتذهيب والزخرفة لا يكاد يجاريهم فيه إلا الإيرانيون، وأتوقع لهذا المصحف أن يَحتلَّ مكانةً طيبةً في العالم الإسلامي.

مصحف الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم (4)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير