تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ضوء على مصطلح (الإسرائيليات) في الأثر الديني]

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Jul 2010, 02:25 م]ـ

[ضوء على مصطلح (الإسرائيليات) في الأثر الديني]

من المعلوم أن القصة في القرآن الكريم, تأتي متفرقة ومختصرة غالبا, كما قد يتكرر مشهد ما عدة مرات مع إضافة مميزة عند كل مرور, وبمجموعها يتضح الغرض تماما دون تفاصيل تشتت الذهن وتشغله بما لا طائل منه, وطبعا ندرك يقينا أن ذلك لحكمة ربانية تهدف لغرس المعاني في ذهن الإنسان الذي فطر على النسيان والجدال.

في حين أن نفسه تتوق لقصة متكاملة ذات مقدمة وحبكة ونهاية يأخذها دفعة واحدة, ومن هنا ظهر حب الرواية أو الحكاية عند جميع البشر عبر العصور والدهور.

هذا التوق دفع ببعضهم لترتيب وربط واستكمال القصة في القرآن الكريم مستعينا بشروح السنة النبوية الشريفة التي ألقت ضوءاً إضافياً وأشبعت فضول المسلم لقصة متكاملة.

لكن ندرك تماما أن الكثيرين عامدين متعمدين, استغلوا عدم تتابع القصة القرآنية فأضافوا وحرّفوا ولووّا معانيها وجوهرها قاصدين تشويه الدين وتحريفه أسوة ببقية الديانات الأخرى.

فأصحاب تلك الديانات كتبوا كتابهم بيمينهم وجعلوا من النص السماوي قصة متسلسلة متتابعة متكاملة, فأضافوا صفات لأشياء لم ترد في النص أصلا, وعلى سبيل المثال أذكر (وصف قصر سيدنا سليمان عليه السلام) , حيث تصف كتبهم هذا الصرح بكل تفاصيله الهندسية وألوانه ونقوشه المتدرجة وأعداد نفائسه وأنواع الأخشاب الذي استخدم ومصادرها وكثيرا من ذلك!!!!.

هذه الأمور لم يذكرها أحد من معاصريهم!!!!! ولنا أن نسأل .... كيف يعقل أن يوجد ملك عتيد حكم الإنس والجن, في منطقة تعج بالشعوب والأمم, حيث استلب عقولهم فذهلوا من روعة وعظمة مملكته الاستثنائية, ورغم ذلك يفوت هذه الشعوب أن تدون كثيرا جدا من أعاجيبه تلك في نقوشها ورقومها, كما هو معروف عن تلك الحقبة؟؟؟؟؟

وكيف سنقتنع بدقة ومصداقية وموضوعية, واقعة تاريخية عاصرتها أمم كثيرة, ورغم ذلك فقط مصدر واحد محدد بعينه استرسل في ذكر تفاصيل عجائبية خلابة وخيالية انفرد بها لنفسه بعيدا عن جيرانه من حضارات وثقافات عريقة ومتنوعة؟؟؟؟؟؟

وهل يقبل العقل العلمي الموضوعي أن يبني من هذه المرويات مستندا تاريخيا يعتد به؟؟؟؟

وهل لمعايير البحث العلمي ومقاييسه أن تقبل هذه المرويات, كمعيار يقيّم بواسطته جذور وأصول وثقافات أهل الأرض؟؟؟؟؟؟

لدينا مثال آخر هو (قصة سيدنا داوود عليه السلام) حيث ذكره القرآن الكريم , كنبيّ من الصالحين المصطفين الأخيار, وأيده الله سبحانه وتعالى بمعجزات وعزوة, فقد ملك الشعب لكن قلبه هام في حب الرب, ملك المال والجاه لكن روحه ترنمت بذكر الإله, فأبدع في تعظيمه وتفنن في تسبيحه حتى وافقته الجبال تسبيحا وتعظيما, فأصبح مضربا للمثل (مزامير داوود) فخلّده القرآن الكريم وعظّمته السنّة الشريفة.

لكن ذلك (المكتوب باليمين) يأخذ من هذه الواقعة (قصة الملك داوود) ويسترسل بأباطيل وخيالات وأرقام عن هذا الملك حيث تحصي عدد زوجاته, وقصوره وثرواته وأعداد جنده, وتذكر أيضا, حواراته مع الرب!!!! وجداله مع الرب!!!!!!! ومفاوضاته مع الرب!!!! وتفصل في ذكر مكيدة كادها لأحد قواده طمعا في جسد الزوجة!!!!!! وتصف انغماسه بالفاحشة والانحطاط مما يأباه الخلق وتشمئز منه النفوس.

هذان مثلان يوضحان ما يدعى (إسرائيليات) ويمكن لأي ممن يهتم, العودة لكتاب (العهد القديم) ليضطلع على المزيد والمزيد, ليرى صراحة كيفية تحويل الحقيقة السماوية, إلى سلسلة من خيالات منحرفين وهذيان مبغضين!!!!!!

لنا أن نسأل .... إذا كانت تلك (الإسرائيليات) صحيحة موثقة مؤصّلة ..... فهل توجد قطع من الآجر أو الفخار القديمة, تثبت مقولتهم, أسوة بما وجد في (مملكة ماري) أو (إيبلا) أو (أوغاريت) أو (حجر الرشيد) أو أهرامات أو مومياء أو (رقم ومخطوطات)؟؟؟؟؟

هل توجد أوابد وصروح تخلد ذلك, كما في اليمن؟؟؟؟ هل توجد قصور وحدائق كما هي الحدائق المعلّقة في بابل؟؟؟؟؟

أين وثائق وأدلّة وبراهين, من (كتبوا كتابهم بيمينهم) ما يثبت أصولهم العريقة وجذورهم النبيلة وحقوقهم التاريخية!!!!؟؟؟؟؟؟؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير