تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عطف "كلا" على "اسكن" بالفاء في سورة الأعراف وعطفها عليه في سورة البقرة بالواو]

ـ[أمل السويلم]ــــــــ[10 Jul 2010, 09:54 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال سبحانه وتعالى (وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة .... ) البقرة 35

وقال سبحانه (وياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ... ) الأعراف 16

جاء العطف مرة بالواو ومرة بالفاء، ماسبب اختلاف حرف العطف؟

وجدت الإجابة في كتاب الخطيب الاسكافي درة التنزيل (1/ 222 - 225)، لكن لم أفهم المراد، فأرجو التوضيح والإفادة.

يقول الخطيب الإسكافي بعد ذكر الآيتين:

فعطف "كلا" على "اسكن" بالفاء في هذه السورة وعطفها عليه في سورة البقرة بالواو.

والأصل في ذلك أن كل فعل عُطف عليه ما يتعلق الجواب بالابتداء، وكان الأول مع الثاني بمعنى الشرط والجزاء، فالأصل فيه عطف الثاني على الأول بالفاء دون الواو كقوله تعالى (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا) البقرة 58.

فعطف "كلوا" على "ادخلوا" بالفاء لما كان وجود الأكل منها متعلقا بدخولها، فكأنه قال: إن دخلتموها أكلتم منها، فالدخول موصِل إلى الأكل، والأكل متعلق وجوده بوجوده.

يبين ذلك قوله تعالى في مثل هذه الآية من سورة الأعراف (وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة ... ) الأعراف 161، فعطف "كلوا" على قوله "اسكنوا" بالواو دون الفاء، لأن "اسكنوا" من السكنى وهي المقام مع طول لبث. والأكل لا يختص وجوده بوجوده لأن من دخل بستانا قد يأكل منه وإن كان مجتازاً، فلما لم يتعلق الثاني بالأول تعلُّق الجواب بالابتداء وجب العطف بالواو دون الفاء.

وعلى هذا قوله تعالى في الآية التي بدأت بذكرها (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما).

وبقي أن نبين المراد بالفاء في قوله تعالى ( .. فكلا من حيث شئتما .. ) من سورة الأعراف مع عطفه على قوله "اسكن" وهو أن " اسكن " يقال لمن دخل مكانا، فيراد به: ألزم المكان الذي دخلته ولا تنتقل منه، ويقال أيضا لمن لم يدخله اسكن هذا المكان يعني ادخله واسكنه، كما تقول لمن تعرض عليه دار ينزلها سكنى فتقول: اسكن هذه الدار فاضنع فيها ماشئت من الصناعات، معناه: ادخلْها ساكِنا لها فافعل فيها كذا وكذا، على هذا الوجه قول تعالى في سورة الأعراف (وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا .. ) بالفاء.

فالحمل على هذا المعنى في هذه الآية أولى، لأنه عز من قائل وجل قال لإبليس (اخرج منها مذءوما مدحورا) الأعراف 18، فكأنه قال لآدم: اسكن أنت وزوجك الجنة، اي ادخل، قيقال: اسكن، يعني: ادخل ساكنا، ليوافق الدخول الخروج، ويكون أحد الخطابين لهما قبل الدخول، والآخر بعده، مبالغة في الإعذار، وتأكيداً للإنذار وتحقيقا لمعنى قوله عزوجل ( ... ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) البقرة 35

انتهى.

ـ[محمد نصيف]ــــــــ[10 Jul 2010, 01:49 م]ـ

يرى المؤلف رحمه الله أن الأصل في العطف مبني على ارتباط الفعل المعطوف بالفعل المعطوف عليه؛ فالفعل (كلوا) مترتب على (ادخلوا) لأنه يتعلق به تعلق الجزاء بالشرط فالدخول شرط للأكل، والأكل جزاء للدخول، ولا يتصور أكل من القرية إلا بعد الدخول.

وهذا بخلاف الفعل اسكنوا لأن السكنى ليست شرطاً للدخول، لأن الإنسان قد يدخل القرية ويأكل دون أن يسكن، فالأصل في هذه الحالة الواو لا الفاء واستدل على ذلك بآية الأعراف (وإذ قيل لهم اسكنوا ... وكلوا)

ويترتب على هذا الذي قرره أن تكون الآيتان اللتان يقارن بينهما معطوفتين بالواو لأن الأمر فيهما كان بالسكنى لا بالدخول، فأما آية البقرة فقد جاءت على أصله الذي قرره فلا كلام عليهاأما آية الأعراف فقد قال موضحا سر الفاء:"وبقي أن نبين المراد بالفاء في قوله تعالى ( .. فكلا من حيث شئتما .. ) من سورة الأعراف ... "

فبين أن السكون يطلق بمعنيين:

1/ اسكن إذا خوطب بها من قد دخل مكاناً ويكون المراد: الزم المكان الذي دخلته ولا تنتقل منه.

2/ اسكن هذا المكان إذا خوطب بها من لم يدخلها بعدُ، ويكون المراد: ادخل المكان واسكنه.

ثم حمل آية الاعراف – التي جاءت بالفاء - على هذا المعنى الثاني، واستدل على أنها في الأعراف بالمعنى الثاني بالسياق لأنه قد جاء فيها أمر إبليس بالخروج فناسبه أن يكون المعنى: ادخل ساكنا، ليوافق الدخول الخروج.

ثم بين أن خطاب البقرة كان بعد الدخول فلم يحتج إلى الفاء.

هذا مراد كلامه في حدود ما أفهم، ثم إن أردت الاستزادة في هذه الآية ومقارنة رايه برأي غيره فارجعي إلى:

1/ متشابه النظم القرآني في قصة آدم عليه السلام للدكتور: عبد الجواد طبق، طبعته دار الأرقم، والكتاب كان متوفرًا قبل سنوات في مكتبة وهبة بالقاهرة، والمؤلف بذل جهداً كبيراً في محاولة التوجيه لكل أوجه الإختلاف في قصة آدم في كل مواضع ذكرها في القرآن مع اهتمامه بعض الشيء بتأريخ نزول السور.

2/ من بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن الكريم للدكتور محمد علي الصامل، وطبعته كنوز إشبيليا بالرياض.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير