[التفسير القيم للإمامين ابن تيمية وابن القيم]
ـ[أحمد إبراهيم محمد]ــــــــ[08 Jul 2010, 06:57 م]ـ
تفسير الإمامين الحليلين لفاتحة الكتاب
(هذا اللون) للدلالة على كلام الإمام ابن القيم
(هذا اللون) للدلالة على كلام الإمام ابن تيمية
بسم الله الرحمن الرحيم
الفاتحة سبع آيات بالاتفاق .. وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها، وكثير من السلف لا يجعلها منها وكلا القولين حق:فهي منها من وجه وليست منها من وجه .. الفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة (أنعمت عليهم) ..
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الحمد هو الإخبار بمحاسن المحمود مع المحبة له، فالحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه
"الله " هو الإله المعبود .. ولهذا كان القول الصحيح: أن" الله " أصله الإله، وأن اسم " الله " تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى .. " الرب " هو المربي الخالق الرازق الناصر الهادي .. والعالم كل ما سواه ..
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد .. و"الرحمن"هو الموصوف بالرحمة .. (فبناء فعلان للسعة والشمول ألا ترى أنهم يقولون غضبان للممتليء غضبا؟) .. و"الرحيم" هو الراحم برحمته ..
ملك يَوْمِ الدِّينِ
وهو يوم الجزاء .. يَوْم يدين الله الْعباد بأعمالهم وَذَلِكَ يتَضَمَّن جزاءهم وحسابهم ..
والجزاء بالثواب والعقاب والجنة والنار من صفة الملك .. وخصه بيوم الدين لتفرده بالحكم فيه ..
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
لا نعبد غيرك ولا نستعين بسواك .. العبادة اسم جامع لغاية الحب لله وغاية الذل له .. والعبادة تجمع أصلين غاية الحب بغاية الذل والخضوع .. والعرب تقول طريق معبد أي مذلل .. والإستعانة تجمع أصلين الثقة بالله والإعتماد عليه ..
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
" الصراط المستقيم " قد فسر بالقرآن وبالإسلام وطريق العبودية وكل هذا حق فإن " الصراط المستقيم " أن تفعل في كل وقت ما أمرت به ولا تفعل ما نهيت عنه .. وهذا "الصراط المستقيم" هو دين الإسلام المحض .. [وهو] ما جعله الله عليه من الهدى ودين الحق الذي أمره أن يخبر بأن الله تعالى هداه إليه في قوله (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) ثم فسره بقوله تعالى (دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) .. فسمى سبحانه طريقه صراطا .. الصراط في لغة العرب هو الطريق ..
" الهدى"هو العلم بالله تعالى ودينه والعمل بمرضاته وطاعته ..
لفظ " الهدى " إذا أطلق تناول العلم الذي بعث الله به رسوله والعمل به جميعا فيدخل فيه كل ما أمر الله به كما في قوله: {اهدنا الصراط المستقيم} والمراد طلب العلم بالحق والعمل به جميعا ..
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون) وذلك أن اليهود عرفوا الحق ولم يتبعوه والنصارى عبدوا الله بغير علم .. فمن لم يعرف الحق كان ضالا، ومن عرفه ولم يتبعه كان مغضوبا عليه، ومن عرفه واتبعه فقد هدي إلى الصراط المستقيم فهو منعم عليه.
انتهى بحمد الله.
وبعد،
أهمية هذا التفسيرلدى العلماء:
قال الإمام المؤرخ عماد الدين بن كثير صاحب التفسير المشهور:
"في يوم الاثنين ثاني المحرم درس الشيخ الامام تقي الدين بن تيمية الحراني بدارالحديث وكان درسا هائلا، وقد كتبه الشيخ تاج الدين الفزاري بخطه لكثرة فوائده، وكثرة ما استحسنه الحاضرون. وقد أطنب الحاضرون في شكره على حداثة سنه وصغره، فإنه كان عمره إذ ذاك عشرين سنة وسنتين، ثم جلس الشيخ تقي الدين يوم الجمعة عاشر صفر بالجامع الاموي بعد صلاة الجمعة على منبر قد هيئ له لتفسير القرآن العزيز، فابتدأ من أوله في تفسيره".
وفي هذا قال مؤرخ الإسلام الذهبي رحمه الله: "وخضع العلماء لحسن درسه، وحضره قاضي القضاة بهاء الدين، والشيخ تاج الدين، ووكيل بيت المال زين الدين، وزين الدين المنجا، وجماعة، وجلس بجامع دمشق على كرسي أبيه، يوم الجمعة عاشر صفر، وشرع في تفسير القرآن من الفاتحة".
¥