تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مدخل إلي علم مناهج المفسرين.]

ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[27 Jun 2010, 01:49 م]ـ

مدخل إلي علم مناهج المفسرين

الحمد لله وبعد .......... ،

فهذا مدخل لعلم من أهم العلوم المتعلقة بالقرآن العظيم وهو علم مناهج المفسرين، وقد أخذ هذا المدخل من محاضرة للعلامة الشيخ / صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ـ حفظه الله تعالي ـ بتلخيص وتصرف وزيادة بعض الفوائد، أسأل الله أن ينفع طلاب العلم بهذا المدخل وأن يجعله سلما لدراسة هذا العلم الشريف.

بسم الله الرحمن الرحيم .................... ،

الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا وهو القائل {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا}.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد:

الكلام عن مناهج المفسرين من العلوم المهمة لأنّ التفاسير لكتاب الله جلّ وعلا كثرت جدّا حتى بلغت أكثر من مائة تفسير موجود بين أيدينا اليوم، والتفاسير المفقودة كثيرة، والتي لم تطبع كثيرة أيضا، ولا بدّ لطالب العلم الذي يحرص على معرفة معاني كلام الله جلّ وعلا أن يعلم مناهج المفسرين وطرائقهم حتى إذا راجع تفسيرا لأحد المفسرين يعلم مع ما يتميز به ذلك التفسير ويعلم منهج المؤلف حتى لا يضيع بين كثرة التفاسير.

· تعريف مناهج المفسرين:

المقصود بها الطرائق والخصائص التي يتميز بها التفسير والمناهج جمع منهج والمنهج والنّهج هو الطريق الملتزم.

وهذه المناهج متنوعة متعددة ومن المفسرين من يذكر شرطه في تفسيره ومنهم من لا يذكر ذلك.

· كيف تعرف مناهج المفسرين؟

لمعرفة المنهج أحد طريقين:

الطريق الأول: أن ينص المفسر على شرطه في التفسير في أول تفسيره، أو أن ينص عليه في مواضع متفرقة من تفسيره مع خطبة الكتاب، فإذا نص على شرطه كما فعل ابن كثير والقرطبي وأبو حيان الأندلسي في كتابه البحر المحيط وهكذا .................

الطريق الثاني: أن يعلم عن طريق الاستقراء،

والاستقراء كما هو معلوم قسمان:

1/ استقراء تام أو أغلبي.

2/استقراء ناقص.

والاستقراء حجة إذا كان تاما أو أغلبيا لأنه يكون دالا على صحة ما بحث بالاستقراء فإذا استقرأ تفسير من التفاسير وعرفت طريقة ذلك المفسر ـ مثلا ـ في العقيدة والحديث والنحو والإسرائيليات وغيرها واستقرأ ـ الباحث ـ ذلك استقراءا تاما بتتبع التفسير من أوله إلى آخره أو استقراءا أغلبيا فيقول: منهجه في التفسير كذا وكذا .....

أما إذا كان الاستقراء ناقصا قرأ في التفسير صفحة أو صفحتين أو ثلاثة أو مجلدا أو مجلدين ولم يستقرأ التفسير ـ استقراءا تاما أو أغلبيا ـ فلا يجوز أن يعتمد على ذلك الاستقراء الناقص إذ لابدّ لكون الاستقراء حجة أن يكون استقراءا تاما أو أغلبيا كما هو مقرر في موضعه من علم أصول الفقه.

وهكذا نعرف تلك المناهج عن طريق شرط المؤلف أو عن طريق الاستقراء التام أو الأغلبي.

وإذا لم يتمكن الباحث من الاستقراء ولم ينص المفسر علي شرطه فنعبر حينئذ بعبارة أخرى فنقول تميز التفسير الفلاني بكذا وكذا أو من خصائص التفسير الفلاني كذا وكذا ..

· التفسير في العصر الأول:

النبي صلى الله عليه وسلم أنزل عليه القرآن على سبعة أحرف فثبت عنه بالتواتر عليه الصلاة والسلام أنّه قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) ونزول القرآن على سبعة أحرف يستفاد منه في التفسير فوائد كثيرة، والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل عنه من التفسير الشيء الكثير وإنما نقل عنه تفسير كثير من الآيات ولكنه ليس بالأكثر، أما الصحابة رضوان الله عليهم فقد نقل عنهم من التفسير أكثر مما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر آيات كثيرة بحسب الحاجة ففسر مثلا قوله جلّ وعلا {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} بأنّ الزيادة هي النظر لوجه الله الكريم جلّ وعلا، وفسر قوله تعالى {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} بأن المغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى، وكذلك فسر صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة} بأنّ القوة الرمي ففي الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((ألا إنّ القوة الرمي ألا إنّ القوة الرمي)).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير