تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[شيء عن ابن أبي داود ومصنفاته في علوم القرآن.]

ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[21 Jul 2010, 12:22 ص]ـ

ابن أبي داود إمام كبير، من أقران الإمام الكبير ابن جرير الطبري رحمهما الله تعالى، وهو كذلك من المصنفين الكبار الذين كان لهم أثر على المدرسة القرآنية، وعندي قصاصة فيها إشارات لجهوده في هذا الجانب، ولكن قبل أن أعرج عليها تستوقفني بعض الأمور في سيرته العطرة.

-هو عبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، مولده (سنة 230 - وتوفي سنة316).

اعتنى به والده فبكر به للسماع على طريقة الحفاظ.

أوتي عبدالله همة عالية وحفظا باهرا.

- من علو همته:

قال رحمه الله: دخلت الكوفة ومعي درهم واحد فاشتريت به ثلاثين مدا باقلاء فكنت آكل منه واكتب عن الأشج فما فرغ الباقلاء حتى كتبت عنه ثلاثين ألف حديث ما بين مقطوع ومرسل.

- ومن قوة حفظه: قصة إملائه آلاف الأحاديث عن ظهر قلب.

قال أبو بكر بن شاذان: قدم ابن أبي داود أصبهان - وفي نسخة سجستان - فسألوه ان يحدثهم فقال ما معي أصل، فقالوا: ابن أبي داود وأصل! قال: فأثاروني فأمليت عليهم من حفظي ثلاثين ألف حديث فلما قدمت بغداد، قال البغداديون: مضى إلى سجستان ولعب بهم، ثم فيجوا فيجا اكتروه بستة دنانير إلى سجستان ليكتب لهم النسخة، فكتبت وجىء بها، وعرضت على الحفاظ فخطأوني في ستة أحاديث منها ثلاثة حدثت بها كما حدثت وثلاثة أخطأت فيها.

قال الذهبي: هكذا رواها أبو القاسم الأزهري عن ابن شاذان، ورواها غيره فذكر أن ذلك كان بأصبهان، وكذا روى أبو علي النيسابوري عن ابن أبي داود فكأن الأزهري وهم.

قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: سمعت أبا بكر يقول حدثت من حفظي بأصبهان بستة وثلاثين الفا ألزموني الوهم فيها في سبعة أحاديث، فلما انصرفت وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت حدثتهم به.

ولذلك قال الحافظ أبو محمد الخلال: كان ابن أبي داود احفظ من أبيه.

ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[21 Jul 2010, 12:27 ص]ـ

- وتستوقفني كذلك محنته التي تعرض لها:

وذلك أنه رمي بالنصب، ويظهر من الترجمة أن سبب قذفه بالنصب يرجع لأمرين رئيسين:

الأول: تضعيفه حديث غدير خم.

ولما سمع بذلك الطبري كتب جزءا في طرق هذا الحديث.

وأصح طرقه ما رواه الإمام مسلم من طريق إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وسمعت حديثه وغزوت معه، وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه و سلم، فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه، الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي.

فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال نعم أهـ.

الثاني: تضعيفه حديث الطير.

وما أدراك ما حديث الطير فإنه لا ينقضي منه العجب، كم ابتلي به من عالم، ان رواه وصححه اتهم بالرفض كما حصل للحاكم ابي عبدالله، وإن ضعفه وابطله اتهم بالنصب كما حصل لابن ابي داود.

لكن كان في عبارة ابن ابي داود بعض الجفاء فقد قال: إن صح حديث الطير فنبوة النبي صلى الله عليه وسلم باطلة، لأنه حكى عن حاجب النبي صلى الله عليه وسلم خيانة، يعني: أنسا وحاجب النبي لا يكون خائنا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير