[تفسير جزء عم بداية مشروعي (ترجمان القرآن) دائم التعديل والإضافة في الردود]
ـ[عمر الزهيري]ــــــــ[08 Jul 2010, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخواني في الله ترددت كثيرا في كتابة ما سأكتب ولكن قلبي يدفعني لكتابته ولا بد فهي آلام وآمال أسطرها بين أيديكم آلام لأني أرى أن التفسير يحتاج إلى التحقيق الدقيق خاصة في زماننا الذي انتشر فيه التصديق للأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات في التفسير والتفسيرات الباطنية الصوفية والرافضية وما شابهها حتى صارت عند عوام الناس من المسلمات التي لو انكرها أحد استنكر الناس عليه ذلك فقد صار في زمننا المعروف منكرا والمنكر معروفا وشاع تصديق الكاذب وتكذيب الصادق وذلك مشعرٌ باقتراب الساعة كما أخبر عليه الصلاة والسلام، هذه آلامي وآمالي هي أن نحقق التفسير بشكل مفصل ودقيق فلعل الله يعدنا من الغرباء الذين يُصلِحون إذا أفسد الناس كما أخبر عليه وآله الصلاة والسلام.
أخواني في الله أنا لا أحسبني إلا كأحدكم وأحب علم التفسير جدا وقد انعقدت النية على القيام بتفسير القرآن ولست إلا ناقل ومرتب وجامع لأقوال العلماء وترجيحاتهم حسب ما يقتضيه الدليل فهي خواطري في التفسير أسطرها بين أيديكم وهذا البحث أسميته بـ (ترجمان القرآن) وسيكون متجدد اعدله واضيف عليه بتفسير آيات أخر على الترتيب وسأبدأ بجزء عمَّ ولا شك أن تفسيروي هذا سيكون مفصلا وليس تفسيرا مختصراً فسيأخذ مني وقتا طويلاً فستجدوني بين حين وآخر آتي بتفسير آية أخرى على الترتيب في السور ويمكن إختصاره فيما بعد إن شاء الله وأسأل الله أن ينفعني وإياكم به وأسأله سبحانه الإخلاص في القول والعمل.
أود لو أن طلاب العلم والمشائخ والمتخصصين منهم في باب تفسير القرآن خاصة علقوا بشيء بخصوص ما أكتب ونبهوا لخطأ تفسيري أو كتابي يغير المعنى أقول ذلك لأني اكتب بسرعة على لوحة المفاتيح وغالبا ما يوجد اخطاء كتابية في كتابتي كما نبهي صاحب لي من طلاب العلم فالمهم عندي الآن الأخطاء التفسيرية والأخطاء المغيرة للمعنى فقط أما غير ذلك من أخطاء إملائية نتيجة السرعة في الكتابة فيمكن تصحيحها بعد إنهاء تفسير كل سورة وليتني اجد من ينقحه بعدي فإن كان هنالك من يريد إعانتي فليفعل واسأل الله له الأجر.
والآن أبدأ بما جئتكم به:
بسم الله الرحمن الرحيم
جز عَمَّ
عدد السور في هذا الجزء: سبعة وثلاثون سورة تبدأ بسورة النبأ وتنتهي بسورة الناس التي هي آخر سُوَرِ القرآن الكريم.
سبب تسميته بجزء عَمَّ: لأن هذا الجزء بدأ بقوله تعالى (عَّمَّ) في أول آيةٍ من أول سورة فيه وهي قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ) (1) سورة النبأ والمراد من عَمَّ هو عن ما أَيْ عن ماذا؟
سورة النَّبَأ
سورة مكية كما ذكر ابن كثير في تفسيره.
من أطلق عليها سورة النبأ فلذكر النبأ فيها، ومن أطلق عليها عمَّ فلابتدائها بكلمة (عمَّ). إنظر سلسلة التفسير للشيخ المحدث مصطفى العدوي
فائدة: تُسَمَّى السور بأهم شيءٍ ذُكِرَ فيها أو بشيءٍ ذُ كِرَ فيها ولم يُذكَر في غيرها وهذا واضح معلوم لو تتبعنا أسماء السور وأسباب تسميتها كما نص عل ذلك العلماء.
قال الشيخ مصطفى العدوي مختصرا ما في السورة من معنانيٍٍ في سلسلة التفسير: (ذكر الله تعالى في هذه السورة العظيمة أدلة البعث الأربعة، ثم ذكر حال الكافرين في جهنم، وذكر حال المؤمنين في الجنة، ورغب في الإنابة إلى الله تعالى، وختمها بالإخبار أن كل امرئ سيرى ما قدمت يداه في هذه الدنيا، وعند ذلك يتحسر الكافر على ما فرط أشد التحسر حتى إنه يتمنى أنه كان تراباً، فما أعظم ما اشتملت عليه هذه السورة من المعاني الجليلة، والأصول الكبيرة، والمواعظ البليغة.) (إنتهى)
قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ) (1)
يقول الله عز وجل تفخيما لما يتسائلون عنه واستنكاراً وتوبيخاً وتقريعاً وتهديداً للمتسائلين عَمَّ يتسائلون: عن ما أَيْ عن ماذا عن أيّ شيء
يَتَسَاءَلُونَ: يسأل المشركون من قريش وغيرها وأهل الكتاب من اليهود والنصارى بعضُهم بعضاً
تنبيه: قوله تعالى (يتسائلون) يعم جميع المشركين أهل الكتاب ومشركو قريش في مكة وغيرها وليس مشركو قريش وحسب كما توهم عبارات بعض المفسرين رحمهم الله
¥