تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وقفات مع قوله تعالى: (منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات)]

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:25 م]ـ

ضحايا المتشابهات عكسوا فانتكسوا

د. خليل بن عبد الله الحدري ( http://www.tafsir.net/vb/index.cfm?do=cms.author&authorid=711)

لجينيات ـ دعوني آخذكم اليوم إلى ثلاث آيات بينات من سورة آل عمران لعلكم تكتشفون بعدها السر في الإيراد .. واللبيب بالإشارة يفهمُ ..

قال ربكم جل شأنه:" هو الذين أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا ألو الألباب * ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب * ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد "

في الآية الأولى قسَّم ربنا جل ثناؤه القرآن إلى قسمين: قسم وصفه بأنه (آيات محكمات) يعني واضحات بينات لا تحتمل من التأويل إلا وجها واحد ولا تلتبس على أحد من الناس، وقسْم وصفه بأنه (أخر متشابهات) يعني غير واضحات المعاني ولا بينات الدلالة بل تلتبس في دلالاتها على كثير من الناس لأنها تحتمل من التأويل أوجهاً، وبه قال إمام المفسرين الإمام ابن جرير الطبري وابن كثير رحمهما الله وغيرهم من أئمة التفسير الأثبات.

ثم قسم ربنا - سبحانه - الناس في التعامل المنهجي مع هذه الآيات إلى قسمين: قسم جعل تخصصه في حمل الناس على المحكمات لعلمه أن مشاريع الأمة الدينية والدنيوية لا تقوم إلا عليها.

وقسم جعل تخصصه في تتبع (المتشابهات) التي لا يمكن أن تقوم عليها مشاريع الأمة الدينية ولا تصلح بها نهضتها التنموية الدنيوية ..

وهؤلاء هم زائغو القلوب مرضى العقول، اللاهثون وراء الفتنة الذين (عكسوا فانتكسوا) كما يقول ابن كثير رحمه الله ..

إنهم فئام من مثقفي أمتنا لا تهمهم قضاياها ولا يتمعرون لمشكلاتها وهم أحد أعمدتها التي تحطمت تحت ضعف يقينهم بالله من جهة وضغط واقع الحياة من حولهم من جهة أخرى.

تجمع مقالاتهم وتستعرض أطروحاتهم فلا تجدهم إلا عن المحكمات معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة .. يعرضون عن محكمات العقيدة ومحكمات الأخلاق ومحكمات الإعلام ومحكمات الاقتصاد ومحكمات السياسة ومحكمات الفكر ومحكمات الحياة الاجتماعية ... الخ .. وإذا بحثت في سبب هذا الإعراض وجدته يكمن في انحرافهم المنهجي عن تلقي المعرفة بعد أن زاغوا - بطوعهم اختيارهم - عن المحكمات فأزاغ الله قلوبهم بالمتشابهات.

قل لي بربك أيها العاقل: هل سمعتهم يتحدثون عن موالاة الكافرين من دون المؤمنين كمحكم من محمكات العقيدة؟؟!! هل سمعتهم يتحدثون عن الاستقامة على الكتاب والسنة – بعيدا عن أي انتماء حزبي أو طائفي أو غيرها - ويدعون الناس إلى ذلك كمحكم من محكمات الأخلاق؟؟!!

هل سمعتهم يتحدثون عن ميثاق الشرف الإعلامي المنبثق من عقيدة المجتمع وشريعته الربانية وما تضمنه النظام الأساسي للحكم في بلادهم؟؟!! هل سمعتهم يتحدثون عن تبرج الجاهلية الأولى في البرامج الإعلامية عبر مظاهره المختلفة محذرين المرأة والأسرة من قنوات (السحق القيمي) للدين والعفاف والمروءة، وهل رأيتهم ينكرون على المرأة العاملة في مجال الإعلام كشف ما أجمعت الشرائع على وجوب ستره كالشعر والصدر والساقين والذراعين وما فوق ذلك؟؟!! وهذه بعض المحكمات الإعلامية التي يجب أن يلتزمها الإعلام في بلاد المسلمين وعلى الأخص في قبلة العالم وبلاد الحرمين الشريفين.

هل سمعتهم يتحدثون عن تحريم الربا ويحذرون الناس مغبة حربهم لله تعالى كمحكم من محكمات الاقتصاد؟؟!! هل سمعتهم يتحدثون عن أن الفكر البشري المرتبط بقدرات العقل البشري قاصر عن تلبية مطالب الناس بعمق وشمول واتزان؟؟!! وأن من كانت هذه حاله فقد وجب أن يزم بزمام الشرع الحنيف كمحكم من محكمات الفكر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير