[ما الفرق بين قول عيسى وقول ابراهيم عليهما السلام]
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Jun 2010, 07:31 ص]ـ
يقول الله تعالى:وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.
لماذا قال على لسان عيسى انك أنت العزيز الحكيم ولم يقل إنك أنت الغفور الرحيم مثل مقولة ابراهيم عليه السلام. وهل يعني ذلك أن ابراهيم كان يطمع بالمغفرة لقومه؟ ولماذا قال ما قال وهم كفار؟.
ومن أجل التمهيد للإجابة أسوق اليكم هذا الحديث:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلا قوله عز وجل في إبراهيم" رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" «2»] إبراهيم: 36] وقال عيسى عليه السلام:" إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" فرفع يديه وقال: (اللهم أمتي) وبكى فقال الله عز وجل: (يا جبريل اذهب إلى محمد- وربك أعلم- فسله ما يبكيك" فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما قال- وهو أعلم- فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل] له [«3» إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك)
قال القرطبي:
في الآية تقديم وتأخير ومعناه إن تعذبهم فإنك أنت العزيز الحكيم وإن تغفر لهم فإنهم عبادك ووجه الكلام على نسقه أولى لما بيناه. وبالله التوفيق.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Jun 2010, 09:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.
"لماذا قال على لسان عيسى انك أنت العزيز الحكيم ولم يقل إنك أنت الغفور الرحيم مثل مقولة ابراهيم عليه السلام. وهل يعني ذلك أن ابراهيم كان يطمع بالمغفرة لقومه؟ ولماذا قال ما قال وهم كفار؟ "
لاختلاف الموقف اختلفت العبارة
فعيسى عليه الصلاة والسلام قالها في موقف الحساب وتبكيت الكفار بذنوبهم و قد علم حكم الله تعالى في من مات على الشرك فجاءت عبارته مظهرة الأدب مع الله تعالى ومؤكدة الإرادة المطلقة لله تعالى فكأن المعنى:
إنك لو غفرت لهؤلاء مع سبق حكمك فيهم فمن يحول بينك وبين ذلك وأنت العزيز الذي لا غالب لك وأنت الحكيم الذي ليس في أفعالك ما هو عبث.
أما إبراهيم عليه الصلاة والسلام السلام فكلامه هذا في تقرير حال الدعوة والمدعوين في الحياة الدنيا فهو يقول:
إن من تبعني على توحيدك وعدم الإشراك بك فهو مني وعلى طريقتي وملتي التي هديتني إليها.
أما من خالفني وعصاني فأمره إليك إن غفرت لهم ورحمتهم فهذه صفتك.
وهذا من النبيين الكريمين في غاية الأدب مع الله تعالى
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Jun 2010, 07:45 م]ـ
بارك الله بك أبا سعد. وليس لي أية إضافة على قولك. وقد قلت الذي في قلبي وزيادة. لا حرمنا الله منك ومن علمك. والحمد لله رب العالمين