أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ - معنى جديد لم أجده في التفاسير
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[13 Jul 2010, 04:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أتأمل في سورة القلم:
{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ?لْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} * {وَلاَ يَسْتَثْنُونَ} * {فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ} * {فَأَصْبَحَتْ كَ?لصَّرِيمِ} * {فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ} * {أَنِ ?غْدُواْ عَلَى? حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ} * {فَ?نطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ} * {أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ?لْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ} * {وَغَدَوْاْ عَلَى? حَرْدٍ قَادِرِينَ} * {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُو?اْ إِنَّا لَضَآلُّونَ} * {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} * {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ} * {قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} * {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى? بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ} * {قَالُواْ ي?وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ} * {عَسَى? رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ إِنَّآ إِلَى? رَبِّنَا رَاغِبُونَ} * {كَذَلِكَ ?لْعَذَابُ وَلَعَذَابُ ?لآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}
فبحتث عن معنى لولا تسبحون فوجدت عدة معاني منها:
1 - قال الأكثرون معناه لولا تسبحون: هلا تستثنون أي هلا تقولون "إن شاء الله" وسمي الاستثناء تسبيحاً؛ لأنه تعظيم لله وإقرار به.
وقال مجاهد، وأبو صالح، وغيرهما: كان استثناؤهم تسبيحاً
2 - وقيل المعنى: هلا تستغفرون الله من فعلكم، وتتوبون إليه من هذه النية التي عزمتم عليها،
3 - وقيل: معناه: هلا تسبحون الله، وتشكرونه على ما أعطاكم، وأنعم به عليكم
4 - والمراد بـ {تسبحون} تنزيه الله عن أن يُعصى أمره في شأن إعطاء زكاة ثمارهم.
ولكن خطر في بالي معنى غير هذه التفاسير.
وهي أن يكون معنى "لولا تسبحون" هو الآية التي بعدها:)
وكأن أوسطهم كان يقول لهم عندما نووا على فعلتهم: "ألم أقل لكم أن تقولوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين" فقالوا بعدها مباشرة "سبحان ربنا إنا كنا ظالمين".
وقد يأتي التسبيح متلازم مع الاعتراف بظلم النفس مثل في دعاء الركوب: "سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي ... "
لذا اكتفى أوسطهم بقول "هلا تسبحون" ولكنه يعني "هلا تقولون سبحان ربنا إنا كنا ظالمين" فتتوبوا من نيتكم.
مثله عندما يقول شخص لآخر "استغفر الله" يقول الآخر: "أستغفر الله وأتوب إليه" فيزيد كلمة "أتوب إليه"
ومثله عندما نقول لشخص "صل على النبي" فيقول: "صلى الله عليه وسلم" فيزيد كلمة "وسلم"
ولكن لم أجد في ما اضطلعت عليه سريعاً من التفاسير من فسر "هلا تسبحون" بالآية التي بعدها مباشرة.
فما رأيكم - بارك الله فيكم؟
ـ[أحمد القضاة]ــــــــ[13 Jul 2010, 05:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحباً يا أخ منيب
وجزيت خيراً على التدبر في كتاب الله تعالى
المعنى الذي ذكرت جيد، وقد أشار إليه جماعةٌ من المفسرين
وهذا نص كلام ابن عاشور رحمه الله في كتابه القيم: التحرير والتنوير - (ج 15 / ص 253)
أوسطهم: أفضلهم وأقربهم إلى الخير. والوسط: يطلق على الأخْيَر الأفضلِ، قال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسَطاً} [البقرة: 143]، وقال: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوُسطى} [البقرة: 238] ويقال هو من سِطَة قومه، وأعطني من سِطَة مالِك.
وحكي هذا القول بدون عاطف لأنه قول في مَجرى المحاورة جواباً عن قولهم {بل نحن محرومون} قاله لهم على وجه
توقيفهم على تصويب رأيه وخَطل رأيهم.
والاستفهام تقريري و لولا حرف تحضيض. والمراد بـ تسبحون تنزيه الله عن أن يُعصى أمره في شأن إعطاء
زكاة ثمارهم.
وكان جوابهم يتضمن إقراراً بأنه وعظهم فعصوه، ودلوا على ذلك بالتسبيح حين ندمِهم على عدم الأخذ
بنصيحته فقالوا: {سبحان ربّنا إنا كنا ظالمين} أرادوا إجابة تقريره بإقرار بتسبيح الله عن أن يُعصى أمره
في إعطاء حق المساكين؛ فإن من أصول التوبة تدارك ما يمكن تداركه، واعترافهم بظلم المساكين من أصول
التوبة لأنه خبرٌ مستعمل في التندم، والتسبيح مقدمة الاستغفار من الذنب قال تعالى: فسبح بحمد ربّك واستغفره
إنه كان تواباً} [النصر: 3].
وجملة {إنا كنا ظالمين} إقرار بالذنب، والتأكيد لتحقيق الإِقرار والاهتمام به.
وشكراً جزيلاً.
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[13 Jul 2010, 06:14 م]ـ
جزاك الله خيراً ... سبحان الله:)
في المشاركة السابقة أوردت كلام ابن عاشور لأني اعتقدت أنه قريب من ما ذكرتُه ... ثم محيته .... (انظر إلى المعنى 4 في مشاركتي السابقة حيث أني نسخته من كلام ابن عاشور).
فقد تبين لي بعد إعادة قراءة كلامه عدة مرات أنه شرح آية "سبحان ربنا إنا كنا ظالمين" شرحاً جيداً ... ولكن ليس هذا محل النزاع.
محل النزاع هو ما معنى قول أوسطهم "لولا تسبحون" فقد قال أنها تعني "هلا تسبحون":
والاستفهام تقريري و لولا حرف تحضيض. والمراد بـ تسبحون تنزيه الله عن أن يُعصى أمره في شأن إعطاء زكاة ثمارهم.
بينما أعتقد والله أعلم أنها تعني أو ترشد إلى "هلا تقولون سبحان ربنا إنا كنا ظالمين"
¥