تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نظرات في قصة عيسى عليه السلام]

ـ[العمري]ــــــــ[01 Jul 2010, 12:02 م]ـ

[نظرات في قصة عيسى عليه السلام]

... تعتبر قصة عيسى عليه السلام من القصص البارزة في القرآن الكريم اذ افرد القرآن سورتين لحيثيات هذه القصة هما سورة آل عمران وسورة مريم .. وناقش فيهما وفي سور أخرى لقطات من هذه القصة لنبي عظيم نبي اختلف فيه وظل الاختلاف بين الديانات السماوية الثلاث – اليهودية والمسيحية والاسلام – حتى الآن، لكن القرآن وضّح مواطن هذه الاختلافات كلها باسلوبه الفخم وبجلاء لابراز حقيقة قصة السيد المسيح عليه السلام، واضفى على هذه لقصة خصوصية مميزة عن قصص الرسل والانبياء الاخرين فما هي هذه الخصوصية؟ ولماذا؟ وكيف عبّر القرآن الكريم عنها؟ هذا ما سأحاول عرضه في هذه النظرات ...

عيسى والتوحيد الاعظم

ان المعتقد المسيحي اليوم في امر عيسى عليه السلام انه الثالوث المقدّس أو ابن الله – كما يقولون تعالى الله عن هذا علوا كبيرا لأن " كل عقيدة توحيدية تطرح نقطة تقاطع بين الخالق والمخلوق فكانت المسيحية ان جعلت نقطة التقاطع هي شخص المسيح، اللوجوس] أي الكلمة [، ابن الإله، الذي ينزل إلى الأرض ليفدي البشر بدمه وهذا هو التجسد incarnation، مما أدى إلى ظهور إشكالية جوهرية، لأنه حين نزل ابن الإله إلى الأرض وتحول اللاهوت إلى ناسوت، والإلهي إلى إنساني فإنه بذلك دخل في إطار الزمان الدنيوي المادي واقتحم التاريخ الإنساني، فتداخل التاريخ المقدس بالتاريخ الزمني. وقد حاولت الكنيسة الكاثوليكية أن تحل هذه الإشكالية بأن جعلت الحلول يتركز في فرد واحد وليس فى جماعة بشرية هو المسيح، وهو حلول انتهى بالصلب وصعود المسيح وعودته إلى أبيه في السماء. " (1) فكانت هذه الامور ان انحرفت بالناس عن روح التوحيد الخالص لله عز وجل الذي هو هدف كل النبوءات على امتداد التاريخ مصداقا لقوله تعالى:- (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)] الانبياء:25 [، فكان من واجب القران ان يدحض هذه (المزاعم) باياته الواضحة فكانت قصة عيسى عليه السلام .. لذلك استخدم القرآن اسلوبين وهما:- اولا: الاسلوب التقرير المباشر من خلال الايات العديدة التي تحض على التوحيد الخالص في القرآن الكريم كاملا والتأكيد على انتفاء الصاحبة والولد عن المولى عز وجل ومن ثم التأكيد على (بشرية) الانبياء والمرسلين - عليهم السلام – واقرأ معي:-

- (وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ)] البقرة:116 [

- (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)] يونس:68 [

- (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا)] الجن:3 [

وغيرها من الايات التي تتوجها سورة التوحيد الاعظم سورة الاخلاص ..

اما في قصة عيسى فاستخدم القرآن الاسلوب ذاته في قوله تعالى:- (قَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)] المائدة:17 [وقوله تعالى (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)] المائدة:73 [، فهو في اية أخرى يؤكد على بشرية المسيح عيه السلام فيقول) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)] المائدة: 75 [هنا ضرب مثلا لما تحتاجه البشرية من امور حياتية لعل ي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير