[سلسلة العلماء الذين فقدت تفاسيرهم ونقلت أقوالهم في التفسير.]
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[05 Jul 2010, 11:43 م]ـ
الأخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا الموضوع كتبته منذ زمن، وكنت على وشك وضعه في الملتقى، إلا أني طمعت بإضافة بعض الفوائد فيه، ثم انشغلت وتركته لعدة شهور، والآن يطيب لي وضعه بين أيديكم ياأهل العلم في هذا الملتقى المبارك.
وفكرة هذا الموضوع قائمة على تسليط الضوء على المفسرين الذين فقدت تفاسيرهم؛ نظراً لإمامتهم في هذا العلم، والتفاتاً إلى ما خلفوه لنا من أقوال واختيارات في التفسير.
ووضَعتُ لهذه السلسلة شرطين، الأول: أن يكونوا ممن صنف في التفسير، لكن هذه التفاسير فقدت ولم تصل إلينا.
والشرط الثاني: أن تكون لهم أقوال منثورة في التفسير، نقلها لنا واهتم بها علماء التفسير.
وأتمنى من الإخوة الكرام المشاركة في هذا الموضوع وإثراءه ـ وذلك بإضافة من يرون من العلماء أنه كذلك ـ وذلك بالإلتزام بهذين الشرطين.
ووفق الله الجميع.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[05 Jul 2010, 11:52 م]ـ
الإمام القفال الشاشي
ويعد كمثال على ذلك: الإمام محمد بن علي بن إسماعيل، أبو بكر الشاشي الفقيه الشافعي المعروف بالقفال الكبير (291 - 365هـ، 904 - 976م).
والإمام القفال الشاشي كان إمام عصره ـ ببلاد ما وراء النهر ـ وكان فقيهاً، محدثاً، مفسراً،أصولياً، لغوياً.
وقد نشر القفال المذهب الشافعي فيما وراء نهر سيحون، ولم يكن للشافعية بما وراء النهر مثله في وقته،حتى وصف بأنه علم رفيع من أعلام المذهب الشافعي.
وقال النووي:" القفال هذا هو الكبير يتكرر ذكره في التفسير والحديث والأصول والكلام بخلاف القفال الصغير المروزي فإنه يتكرر في الفقه خاصة".
وكان القفال شاعراً فصيحاً بيِّن الحجة، ومما روي في حُسن شعره أن قيصر الروم أرسل من بلدة نقفور قصيدة مهداة إلى خليفة المسلمين مطيع الله ـ الذي خُلع سنة 334هـ ـ وساءت هذه القصيدة صدور المسلمين وشقت عليهم، لِما أجرى فيها إليهم من التثريب والتعيير، ومما جاء فيها:
من الملك الطهر المسيحى رسالة
إلى قائم بالملك من آل هاشم
أما سمعت أذناك ما أنا صانع
بلى فعداك العجز عن فعل حازم
فإن تك عما قد تقلدت نائما
فإنى عما همنى غير نائم
ثغوركم لم يبق فيها لوهنكم
وضعفكم إلا رسوم المعالم
إلى آخر ما جاء فيها. فأجاب الشيخ الإمام القفال الشاشى ـ رحمه الله ـ قائلا:
أتاني مقال لامرئ غير عالم
بطرق مجارى القول عند التخاصم
تخرص ألقابا له جد كاذب
وعدد أثارا له جد واهم
وأفرط إرعادا بما لا يطيقه
وأدلى ببرهان له غير لازم
تسمى بطهر وهو أنجس مشرك
مدنسة أثوابه بالمداسم
.. إلى آخر ما جاء فيها
وحين وصول القصيدة إلى قيصر الروم اجتمع أحبار القسطنطينية يسألون عن الشيخ من هو، ومن أي بلد؟ ويتعجبون من قصيدته ويقولون: ما علمنا أن في الإسلام رجلا مثله!. ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=108618#_ftn1))
أما عن عقيدته فقد روي أنه كان يميل إلى الاعتزال في أول حياته، ثم رجع إلى مذهب أهل السنة والجماعة.
وقد رحل هذا الإمام في طلب العلم، وسمع من أشهر علماء عصره، وتلقى عنهم الحديث والتفسير والفقه، فسمع بخراسان من: الإمام أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأقرانه، وبالعراق من: عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير الطبري، وأبي بكر الباغندي، في آخرين من طبقة تقع قبل طبقة البغوي وأقرانه، وبالجزيرة من أبي عروبة وأقرانه، وبالشام من أبي الجهم وأقرانه، وبالكوفة من عبد الله بن ريذان وأقرانه، وحدث وروى عنه الحاكم وغيره، وكان قد ورد نيسابور أولاً على الإمام أبي بكر ابن خزيمة، ثم توجه إلى العراق وقد مات أبو العباس ابن سريج، فأخذ عن أقرانه وبعض أصحابه.
قال الحاكم:" كان أعلم ما وراء النهر بالأصول وأكثرهم رحلة في طلب الحديث".
¥