[مفهوم القصة في القرآن الكريم]
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[13 Jul 2010, 07:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
أحاول من خلال هذا البحث إطلاع القراء الكرام على أمرين:
1 - مفهوم القصة في القرآن الكريم من خلال سياقات ورودها فيه.
2 - مفهوم القصة القرآنية لدى الدارسين، وبعض ما أثير حولها من شبهات.
وهو في ذلك لا يحدد - كما هي عادة البحوث التي تتناول المفاهيم - مفهوما معينا يلزم القراء به، أو يحاول ذلك، بل يعرض تمظهرات القص، سواء على مستوى النص القرآني، أو على مستوى الكتابات حولها قديما وحديثا، ثم يترك للقارء الوصول إلى النتيجة المرادة.
ولقد كتبته على عجالة وأرجو من إخواني الأعضاء تطعيمه بأفكارهم وملاحظاتهم عليه، وإتحافي بنصائحهم.
جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[13 Jul 2010, 06:40 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أحمد على هذ البحث
ومن خصائص القصص القرآني: التعبير عن المعنى الواحد بأساليب مختلفة وهو ما عبرت عنه حفظك الله بـ (التكرار) ولا شك أن هذا وجه من أوجه إعجاز القرآن البلاغية, وللشيخ رشيد رضا كلام جميل حول هذه المسألة يقول فيها:
" ولعل وجه التحدي بعشر سور مفتريات دون سورة واحدة، هو إرادة نوع خاص من أنواع الإعجاز وهو الإتيان بالخبر الواحد بأساليب متعددة متساوية في البلاغة وإزالة شبهة تخطر بالبال، بل بعض الناس أوردها على الإعجاز بالبلاغة والأسلوب، وهي أن الجملة أو السورة المشتملة على القصة يمكن التعبير عنها في اللغة بعبارات مختلفة تؤدي المعنى، ولا بد أن تكون عبارة منها ينتهي إليها حسن البيان، مع السلامة من كل عيب لفظي أو معنوي يحل بالفهم أو التأثير المطلوب، فمن سبق إلى هذه العبارة أعجز غيره عن الإتيان بمثلها؛ لأن تأليف الكلام في اللغة لا يحتمل ذلك. ومن الأمثال التي وضحوا بها هذه الشبهة قوله تعالى: (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) قالوا إن هذه الجملة تحتمل بالتقديم والتأخير بضعة تراكيب أفصحها وأبلغها وأسلمها من الضعف والإبهام تركيب الآية، ولكن القرآن عبر عن بعض المعاني وبعض القصص بعبارات مختلفة الأسلوب والنظم من مختصر ومطول، والتحدي بمثله لا يظهر في قصة مخترعة مفتراة بل لا بد من التعدد الذي يظهر فيه التعبير عن المعنى الواحد والقصة الواحدة بأساليب مختلفة وتراكيب متعددة، كما نرى في سورة فتحداهم بعشر سور مثله في هدايتها وبلاغتها وأسلوبها واشتمالها على الحكم والعبر والأسوة الحسنة المعينة على التربية والتهذيب كما هو شأن القرآن في قصصه، كأنه يقول أدع لكم ما في سور القصص من الأخبار عن الغيب، وأتحداكم أنتم وسائر الذين تستطيعون الاستعانة بهم على الإتيان بعشر سور مثل سور القرآن في قصصها، مع السماح لكم بجعلها قصصا مفتراة من حيث موضوعها، فإن جئتم به مثل سوره القصصية في سائر مزاياها اللفظية والمعنوية، فأنا أعترف لكم بدحض حجتي عليكم"
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[14 Jul 2010, 02:52 م]ـ
أخي أبا عبد الرحمن المدني جزاك الله خير الجزاء، ولقد أفدتني مرجعية لما أشرت إليه في البحث في الرد على ما ذهب إليه محمد أحمد خلف الله من أن هذا التكرار يدل على أن القصة لا أساس لها؛ ولهذا - كما زعم - جيء بها فنيا بهذه الأشكال المتعددة، كما في حكاية البشارة ووقوعها مرتين مرة لإبراهيم وأخرى لزوجه، فلما رأى تعدد البشارة وتعدد المبشرين زعم أنها ليست تحكي واقعا مستدلا بهذا التعدد على زعمه، وتم الرد عليه من أوجه، منها أن التكرار في عرض المعنى المراد بصور عدة من اللفظ تتساوى في فدرتها الإبلاغية ومرتبتها البلاغية، فتدل عليه مباشرة وتترقى في مراتب البلاغة، وهو أمر لا يستطيعه المتكلمون مهما بلغت قدرتهم، فكلما حصلت تغيرات على مستوى البنية اللفظية رافقتها تغيرات على المستويين البلاغي والإبلاغي (الدلالي)، بين قدرة على التعبير، وارتفاع وهبوط في جانب البلاغة، وتميز النص القرآني في هذا الجانب يمثل أحد أهم جوانب إعجازه، لكن من قصرت به همته عده عجزا وقصورا، وهذا شأن من جهل أمرا فالإنسان كما قيل عدو ما يجهل.
وأخيرا جزاك الله خيرا على هذه اللفتة الكريمة، وما أفدتنيه من مرجعية لما تكلمت عنه طويلا، في نص البحث.