تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ماذا يعني أن الله سيهدي الشهداء ويصلح بالهم؟]

ـ[منيب عرابي]ــــــــ[23 Jun 2010, 10:32 ص]ـ

وَالَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعمالَهُم ?4? سَيَهديهِم وَيُصلِحُ بالَهُم ?5? وَيُدخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُم ?6? - سورة محمدصل1

كيف تكون كلمة "قُتلوا" في الماضي ويقول الله أنه سيهدي الشهداء!!

عادةً ترتبط الهداية بالأحياء .... فكيف يستقيم المعنى؟

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Jun 2010, 10:49 ص]ـ

الهدايةُ هنا أخرويةٌ يراد بها الهداية إلى الجنَّة كما هو حالُ المقابلين من الكفار (فاهدوهم إلى صراط الجحيم).

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[25 Jun 2010, 12:07 ص]ـ

لعل السؤال عن توجيه القراءة , وتوجيه ذلك بأن الله لن يضلهم في فتنة بعدها بل سيهديهم الى الصواب من القول والعمل في القبر والحشر , فمن ذلك سؤال القبر والسير على الصراط , واصلاح البال بإصلاح الحال ,فلا يحزنهم شيء مما كان يحزنهم أو ينغص عيشهم, ولا شك أن الهداية تكون في الأعمال كلها , ومنها ما سيهديهم بعد الموت من الحياة الكريمة ,:"إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) " [يونس/9، 10] فينير طريقهم في الجنة كما هدى الناس جميعا لما جبلوا عليه من معرفة الخير والشر في الدنيا كما قل جل وعلا" إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا " [الإنسان/3] "وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ " [البلد/10] فتكون الهداية لهم لطريق واحد لا شر فيه ولا نصب.

وغير ذلك تجده في كلام ابن جرير رحمه الله عن توجيه باقي القراءات.

عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}

قَالَ نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ فَيُقَالُ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ

{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} صحيح مسلم - (ج 14 / ص 33)

قال ابن جريررح1:"وَقَوْله: {وَاَلَّذِينَ قَاتَلُوا فِي سَبِيل اللَّه} اِخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْحِجَاز وَالْكُوفَة {وَاَلَّذِينَ قَاتَلُوا} بِمَعْنَى: حَارَبُوا الْمُشْرِكِينَ , وَجَاهَدُوهُمْ , بِالْأَلِفِ ; وَكَانَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ فِيمَا ذُكِرَ عَنْهُ يَقْرَأهُ {قُتِّلُوا} بِضَمِّ الْقَاف وَتَشْدِيد التَّاء , بِمَعْنَى: أَنَّهُ قَتَلَهُمْ الْمُشْرِكُونَ بَعْضهمْ بَعْد بَعْض , غَيْر أَنَّهُ لَمْ يُسَمَّ الْفَاعِلُونَ. وَذُكِرَ عَنْ الْجَحْدَرِيّ عَاصِم أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأهُ " وَاَلَّذِينَ قَتَلُوا " بِفَتْحِ الْقَاف وَتَخْفِيف التَّاء , بِمَعْنَى: وَاَلَّذِينَ قَتَلُوا الْمُشْرِكُونَ بِاَللَّهِ. وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَقْرَأهُ {قُتِلُوا} بِضَمِّ الْقَاف وَتَخْفِيف التَّاء بِمَعْنَى: وَاَلَّذِينَ قَتَلَهُمْ الْمُشْرِكُونَ , ثُمَّ أَسْقَطَ الْفَاعِلِينَ , فَجَعَلَهُمْ لَمْ يُسَمَّ فَاعِل ذَلِكَ بِهِمْ. وَأَوْلَى الْقِرَاءَات بِالصَّوَابِ قِرَاءَة مَنْ قَرَأَهُ " وَاَلَّذِينَ قَاتَلُوا " لِاتِّفَاقِ الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء , وَإِنْ كَانَ لِجَمِيعِهَا وُجُوه مَفْهُومَة. وَإِذْ كَانَ ذَلِكَ أَوْلَى الْقِرَاءَات عِنْدنَا بِالصَّوَابِ , فَتَأْوِيل الْكَلَام: وَاَلَّذِينَ قَاتَلُوا مِنْكُمْ أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ أَعْدَاء اللَّه مِنْ الْكُفَّار فِي دِين اللَّه , وَفِي نُصْرَة مَا بَعَثَ بِهِ رَسُوله مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْهُدَى , فَجَاهِدُوهُمْ فِي ذَلِكَ {فَلَنْ يُضِلّ أَعْمَالهمْ} فَلَنْ يَجْعَل اللَّه أَعْمَالهمْ الَّتِي عَمِلُوهَا فِي الدُّنْيَا ضَلَالًا عَلَيْهِمْ كَمَا أَضَلَّ أَعْمَال الْكَافِرِينَ. وَذُكِرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَة عُنِيَ بِهَا أَهْل أُحُد. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 24266 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ: ثَنَا يَزِيد , قَالَ: ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة {وَاَلَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه فَلَنْ يُضِلّ أَعْمَالهمْ} ذُكِرَ لَنَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَة أُنْزِلَتْ يَوْم أُحُد وَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشِّعْب , وَقَدْ فَشَتْ فِيهِمْ الْجِرَاحَات وَالْقَتْل , وَقَدْ نَادَى الْمُشْرِكُونَ يَوْمئِذٍ: أُعْلُ هُبَل , فَنَادَى الْمُسْلِمُونَ: اللَّه أَعْلَى وَأَجَلّ , فَنَادَى الْمُشْرِكُونَ: يَوْم بِيَوْمٍ , إِنَّ الْحَرْب سِجَال , إِنَّ لَنَا عُزَّى , وَلَا عُزَّى لَكُمْ , قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّه مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ. إِنَّ الْقَتْلَى مُخْتَلِفَة , أَمَّا قَتْلَانَا فَأَحْيَاء يُرْزَقُونَ , وَأَمَّا قَتْلَاكُمْ فَفِي النَّار يُعَذَّبُونَ ". * - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ: ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة {وَاَلَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه فَلَنْ يُضِلّ أَعْمَالهمْ} قَالَ: الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْم أُحُد. "

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير