تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الصيغة الصرفية للفعل "يهرعون"]

ـ[مخلد اسماعيل]ــــــــ[17 Jun 2010, 11:51 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

جاء الفعل "هرع " على صيغة المضارع المبني للمفعول في القرآن الكريم مرتين وهو من الأفعال التي لا تأتي في صيغتها إلا للمفعول

الاهراع: الاسراع. وقوله تعالى: {وجاءه قومه يهرعون إليه}، قال أبو عبيدة: أي يستحثون إليه، كأنه يحث بعضهم بعضا. وأهرع الرجل على ما لم يسم فاعله، فهو مهرع" الصحاح

"وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77) وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) هود

" ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) "

ففي الآية الأولى:" وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ"تتحدث الآية عن قوم لوط –عليه السلام- الذين كانوا يأتون الفاحشة مع الذكران" أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ"الشعراء فجاء التعبير القرآني "يهرعون " المبني للمفعول للدلالة أن المحرك لقوم لوط –عليه السلام – هي الفاحشة فهي سيطرت عليهم لذلك لم يفكروا بعقولهم التي وهبها الله لهم فيما يفعلون من الفاحشة فلذلك قال لهم لوط –عليه السلام- " أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ" فالفاحشة هي الفاعل المحرك لشهواتهم فهي التي جعلتهم يسرعون إلى لوط –عليه السلام –عندما جاءته الملائكة

فكم إنسان سيطرت عليه الفاحشة والشهوة وعطلت تفكيره وعقله.

أما الآية الثانية: " إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70)

في تتحدث عن الذين تبعوا ما كان يعبد آبَاؤهُمْ من عبادة الأصنام وما كانوا يفعلون من الفواحش فهم متبعون لآبائهم في العبادة وفعل الفاحشة قال الله –تعالى-" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ [المائدة 104]

لذلك جاء التعبير" يُهْرَعُونَ" المبني للمفعول لان الذي يحركهم الى عبادة غير الله وفعل الفاحشة أهواؤهم وتقليدهم الأعمى لآبائهم? فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ (50) ? فهم لم يفكروا

ولم يعقلوا ما يفعلون " أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ " [البقرة170

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير