[مختصرات التفاسير بين القبول والرفض.]
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[20 Jun 2010, 06:34 م]ـ
مختصرات التفاسير بين القبول والرفض
الحمد لله وبعد ......................... ،
فإن المتابع للحركة العلمية في الآونة الأخيرة يجد أن طلبة العلم
والعلماء (في التفسير) وقفوا من المختصرات لكتب التفسير مواقف متعددة حسب مناهجهم ومشاربهم ولعلهم لا يخرجون عن هذه
الأقوال:
1ـ الرفض واعتبار أن هذه المختصرات مخلة بمقصود العلماء
المصنفين لهذه الكتب وأنها لا تراعي الأصول التي ارتضاها هؤلاء العلماء لأنفسهم بل وقد يصل أحيانا إلي حد التطاول!!
بدعوي التحقيق والمنهج العلمي وهلم جرا .........
2ـ القبول واعتبار أن هذه المختصرات يسرت علي الناس كثيرا
بل وعلي طلاب العلم أنفسهم وأن فيها مسايرة لبعض المناهج العلمية! التي ظهرت أخيرا (في تنقية كتب التفسير من الدخيل!!!!
والإسرائيليات والموضوعات ,وهلم جرا ....................... )
3 ـ وكالعادة! المنهج الوسط الذي لم يقبل قبولا كاملا ولم يرفض رفضا تاما ..
والسؤال الآن ما هي ملامح هذا المنهج؟ وما هي أقوم الطرق لاختصار التفاسير؟ وهل كل تفسير يقبل الاختصار؟
وهل يتساوي من اختصر تفسير الطبري كمن اختصر تفسير الرازي؟!
وإذا رأي الإخوة أن يشاركوا في هذا الموضوع أضع بين
أيديهم النقاط الآتية:
1ـ قال العلامة الكبير ابن خلدون ـ رحمه الله ـ في المقدمة:
مامعناه: "ذهب كثير من المتأخرين إلى اختصار الطرق والأنحاء في العلوم، يولعون بها، ويدونون منها برنامجاً مختصراً في كل علم يشتمل على حصر مسائله وأدلتها، باختصار في الألفاظ، وحشو القليل منها بالمعاني الكثيرة من ذلك الفن، وصار ذلك مخلاً بالبلاغة، وعسراً على الفهم "
2ـ تاريخ اختصار التفاسير قديم فقد اختصر الإمام ابن زمنين
(ت: 399هـ) تفسير الإمام يحيي بن سلام (ت: 200هـ).
3ـ إن هذا البحث جدير بالعناية من حيث التاريخ (تاريخ الاختصار في التفاسير)، والضوابط المنهجية لاختصار التفاسير، وتقويم بعض المختصرات.
4ـ هناك بحوث في نقد بعض المختصرات من جوانب علمية متعددة
(عقدية وفقهية وحديثية وغيرها ... ) فهل هناك بحوث في نقدها من ناحية التخصص.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[21 Jun 2010, 11:37 ص]ـ
وجدت مشاركة للدكتور / محمد الفقيه، وهذا نصها:
ظاهرة المختصرات في التراث الإسلامي
بقلم د. محمد الفقيه ( http://www.alqlm.com/index.cfm?method=home.authors&authorsID=13)
"... مكان المختصرات الواضحة هو في بداية الطريق , ذلك حتى يؤسس نفسه تأسيسا صحيحاً , ثم ينصرف بعد ذلك للأمهات والمطولات فمن خلالها يتعلم الملكة ويتفق ذهنه للإبداع وكلما قرب من عهد السلف كانت أكثر بركة وتأثيراً , وإن كان عنده همة للحفظ فليصرفها للكتاب والسنة فهما أولى ... "
لا يعتبر الاختصار في حد ذاته ممدوحا دائماً أو مذموما دائما , وإنما يمدح إذا حقق مقصد المتكلم , أما إذ1 قصر عن مقصد المتكلم فلا يكون ممدوحاً , وهو أحد القدرات الكلامية التي لا يتقنها كل أحد، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه بقوله: " أوتيت جوامع الكلم وخواتمه واختصر لي الكلام اختصارا" [أخرجه أبو يعلى في مسنده، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (2864)].
فكان صلى الله عليه وسلم يأتي بالألفاظ القليلة الجامعة لمعان كثيرة , وترى الحديث في كلمات معدودة وإن طال في بضعة أسطر ونادراً ما يتجاوز الصفحة الواحدة ثم تجد المعاني الغزيرة والفوائد الكبيرة المستقاة من الحديث الواحد. وقد كان الفصحاء يتبارون في الكلام المختصر الذي يسير على ألسنة الناس ويسهل حفظه وتداوله.
وحينما بدأ التأليف في العلوم الإسلامية كان نفس الاختصار حاضراً في أذهانهم وطرائق تأليفهم , وهذا الموطأ ألفه الإمام مالك ثم ما زال يختصر فيه ويهذب حتى استقر على حجمه المعروف بين أيدينا وقد كانت المصنفات في الحديث من أوائل ما صنف قبل أن تنفر من العلوم , كان المحدث يطوف أقطار الأرض لتتبع رواة الحديث وكتابة ما لديهم حتى تجتمع عنده أحاديث كثيرة , فإذا حط عصا الترحال في بلده أو بلد آخر يختاره , أخذ الأوراق الكثيرة التي جمعها أثناء رحلته الطويلة ولخصها ثم أخرجها في كتاب ينتفع به الناس , وهو يعلم أنه لو كتب ما اجتمع عنده لطال ذلك جداً
¥