تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[النص بين المعنى المعنوي والمعنى الحسي.]

ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[08 Jul 2010, 08:01 م]ـ

عندما يحتمل النص معنين: معنى حسي، ومعنى معنوي،ترى الكثير من الناس يقصرونه على المعنى الحسي،ولايلتفتون إلى المعنى المعنوي،وما ذاك إلا انحراف في الفهم،وقصر للنص على بعض أفراده،وإهمال معان مثله أو أعظم منه.

ونضرب أمثلة على ذلك:

عندما يقول الحق تبارك وتعالى: (وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود)،تجد الكثير يقصره على المعنى الحسي وهو التطهير من النجاسة والقذر، ويهمل التطهير المعنوي،وهو: تطهيره من كل ما يخالف الشرع.

وعندما يقول سبحانه: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعلمين) يقصر بركة البلد على الثمار وتوفرها وتنوعها، ويغفل بركة مضاعفة الأجور كالصلاة،وتنوع الأعمال الصالحة فيه من طواف وحج وعمرة.

وهلم جرا ....

ولو ذهبت تستقصي النصوص التي يقصرها الكثير من الناس على المعنى الحسي،لوجدتها تصلح مصنفا مستقلا ومبحثا ينتفع به.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[08 Jul 2010, 08:30 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلينا معهم في التابعين، أما بعد:

أود يا أخي محمد أن أنبه على أن الطهارة ههنا ليست إلا حسية، حتى ما ذكرته من التطهير من الشركيات وما في حكمها فإنها كلها حسية، لكن كان الأولى الإشارة إلى أن هناك ارتباطا شبه لزومي بين المعنيين، وانظر إلى الأمر الرباني للنبي صلى الله عليه وسلم حينما خاطبه بقوله جل وعلا: (((وثيابك فطهر))) فإن الأمر بطهارة الثياب وهو طهارة الظاهر بحقنا نحن يستلزم أن يكون قد سبق ذلك أو رافقه طهارة الباطن، بالتخلص من كل شوائب الذنوب الباطنة وتنقية النفوس من أدرانها، لكن هل بالإمكان الانتقال إلى البنية الكنائية باللفظ (طهر) في هذه المواضع، على أساس وجود المعنيين واستدعاء أحدهما الآخر بعلاقة لزومية، هذا هو ما يحتاج إلى دراسة وبحث في استخدامات هذا الفعل في المصادر العربية الأولى كالقرآن والحديث والشعر الجاهلي للنظر فيما إذا كان هذا الفعل قد حمل مثل هذه العلاقة اللزومية في تلك المراحل من استعمال اللغة، وإلا فإن الارتباط بين المعنيين في المستويين لا يدخل مباشرة في البنية اللزومية من أول وهلة، فهما ليسا مما يدخل في دائرة ما ذكرت، إلا من قبيل التفسير الإشاري، باعتبار تكامل هذه المعاني، دون مساس بما عليه ظواهرها، بل بتأكيده، وهو تأكيد وارتباط قد يدفع إلى الاعتقاد بكونه دلالة إيحائية تغيب تحت سيطرة الدلالة المرجعية التي يقتصر عامة الناس ممن يتلقى النص عليها.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير