[من دلالات الاسماء الحسنى (1)]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[09 Jul 2010, 02:49 م]ـ
دلالة وصف الأسماء بالحسنى
إن الوعد غير المكذوب كما في قوله ? فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ? هود 65 هو الوعد الحسن كما في قوله ? أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه ? القصص 61 وكما في قوله ? قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا ? طه 86.
وإن قوله ? ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ? القصص 5 ـ 6 لمن الوعد الحسن أي غير المكذوب، وقد وقع لما وافق الأجل الذي جعل الله له كما في قوله ? وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ? الأعراف 137 ويعني أن كلمة ربنا الحسنى التي تمت أي نفذت هي وعده المذكور في سورة القصص.
ولقد تضمن الكتاب الأمر بذكر الله بأسمائه الحسنى ودعائه بها ومنه ? في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ? النور 36 ومن المثاني معه قوله ? ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ? البقرة 114، ومنه ما تضمنت سورة الأعراف والإسراء وطه والحشر من الأمر بدعاء الله بأسمائه الحسنى.
وإن من تفصيل الكتاب وأصول الخطاب أن الأسماء الحسنى حيث وقعت في الكتاب والقرآن فإنما لبيان وعد وعده الله سيتم إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وهو الميعاد، ولو عقل الناس لانتظروا الميعاد وسيلاقون وعد الله ويجدونه وعدا حسنا غير مكذوب، وهكذا فلم يأت في الكتاب والقرآن ذكر أسماء الله الحسنى في سياق ما مضى وانقضى من القدر وإنما في سياق المنتظر منه، وما وجدته كذلك في سياق الماضي المنقضي فهو وعد أن يقع مثله بعد نزول القرآن وإن من تفصيل الكتاب أنه مسبوق بقوله ? وكان ? وكما سيأتي بيانه مفصلا.
الأسماء الحسنى
إن قوله:
ـ ? ولله السماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ? الأعراف 180
ـ ? قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمان أيّا مّا تدعو فله الأسماء الحسنى ? الإسراء 110
ـ ? الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ? طه 8
ـ ? هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمان الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى ? الحشر 22 - 24
ليعني أن الله قد كلّف عباده أن يدعوه بأسمائه الحسنى وحذّر في سورة الأعراف من الإلحاد فيها ووعد بحساب الملحدين فيها على إلحادهم، وتضمنت سورة الحشر نماذج منها تقاربت دلالاتها ومعانيها مما يهدي إلى ترتيبها.
أما إحصاؤها فلهو الحمل الثقيل والعمل الصالح الذي تقاصرت قبل إتمامه الجهود رغم الجائزة الكبرى التي أعلنها النبي الأمي ? في حديثه عن أبي هريرة مرفوعا: " إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة "متفق عليه في البخاري (6957) ومسلم (2677).
وإن عدم تبيان النبي ? الأسماء الحسنى واحدا تلو الآخر حتى يكمل إحصاء تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا ليذكرنا بمثل صنيعه بالقرآن إذ بيّن للناس ما نزّل إليهم وهو القرآن وترك الأمة مكلفة بتدبره وبالاهتداء به وكما هي دلالة قوله:
ـ ? أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ? محمد 24
ـ ? أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ? النساء 82
ـ ? كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ? ص 29
ـ ? أفلم يدّبّروا القول ? قد أفلح 68
ـ ? لتبين للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون ? النحل 44
ـ ? فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ? الأعراف 176
ـ ? وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ? الحشر 21
ـ ? وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ? العنكبوت 43
وحسب الناس قديما وحديثا عبر التاريخ الإسلامي أن النبي ? قد بيّن معاني ودلالات القرآن كلها ويستشهدون بقوله تعالى ? وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون ? النحل 44
¥