[أرجوزة ابن الياسمين في الجبر والمقابلة، هل الرياضيات علم من علوم القرآن؟]
ـ[ Amara] ــــــــ[25 Jun 2010, 08:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم
قال محمد بن محمد بن إبراهيم الأنصاري الشاطبي المصري الملقب بابن سراقة (592 - 662 هـ): من بعض وجوه إعجاز القرآن ما ذكر الله فيه من أعداد الحساب والجمع والقسمة والضرب والموافقة والتأليف والمناسبة والتنصيف والمضاعفة، ليعلم بذلك أهل العلم بالحساب أنه صلى الله عليه وسلم صادق في قوله، وأن القرآن ليس من عنده، إذ لم يكن ممن خالط الفلاسفة، ولا تلقى الحساب وأهل الهندسة.
ويدل هذا الكلام على شيئين:
- أن الرياضيات علم من علوم القرآن
- أن الرياضيات أحد وجوه الإعجاز في القرآن
ولست هنا بصدد بيان هذه المواضيع ومناقشتها، إنما أريد ان أتساءل.
لماذا غيب عنا أن أهل القرآن كانوا بارعين في الرياضيات كما برعوا في غير ذلك من علوم القرآن؟
لماذا أصبح مألوفا عند معظمنا أن علوم القرآن تنحصر في اللغة والفقه والتفسير والتأويل وغير ذلك مما له ارتباط مباشر باللغة أو بالأحكام؟ وغفلنا عما له ارتباط بطبيعة الأشياء وقوانين الحياة؟
في رفاقة هذا الموضوع تجدون أرجوزة ابن الياسمين في الجبر والمقابلة التي تدل على اهتمام المسلمين بمختلف العلوم اهتماما نابعا من فهمهم للقرآن.
يغفر الله لي ولكم
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 Jun 2010, 11:42 م]ـ
ذكرتني بأيام الهيام بالتصنيف و خاصة وضع التصورات لموسوعات!
منها موسوعة المنظومات!
و لا يزال إلى الآن - بعد مرور عشرين هاماً - في ذاكرتي هذا الاسم: أرجوزة ابن الياسمين!؟!
يا للزمان! و يا للإنسان!
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[26 Jun 2010, 12:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عمارة ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أشكر لفضيلتكم هذا المجهود القيم.
و أحب أن أبين أن القرآن الكريم بناء فكري و لغوي، و هو غاية الجلال و الجمال،
و لا يخفى عليكم أن المعنى طبقات بعضها فوق بعض، و كل متلق يدرك منه بحسب ما يملك من علم وتجربة و خبرة.
و من صور إعجاز القرآن الكريم التي ينبغي أن نوليها عناية خاصة، و قد برزت بشكل لافت للنظر في عصرنا الحالي، نتيجة التطور الكبير في العلوم و التقنيات، و كثرة الاكتشافات، و دقة التخصصات وتعددها، بحيث لم يعد بالإمكان ـ كما كان سابقا ـ الإلمام بكل هذه العلوم في تفاصيلها الدقيقة،
مما يجعل كل صاحب تخصص علمي عندما يقرأ القرآن قراءة تدبر يكتشف أسرار العلم الذي تخصص فيه، ودقائقه، وكلياته، و تأصيله مبثوث في القرآن الكريم.
ومن ثم كثر الحديث في زماننا هذا عن أنواع الإعجاز العلمي، وهو شيء إيجابي يكشف عن بعد إعجازي مهم كامن في القرآن الكريم، و هو تلكم القدرة التواصلية المعجزة التي يمتلكها القرآن الكريم،
تواصل مع كل الناس باختلاف أجناسهم، وثقافاتهم، معارفهم وتجاربهم، وخبراتهم.
فكل واحد منهم يجد ذاته في القرآن الكريم.
ومما لا يخفى أن التفسير مجهود بشري غايته استنباط مراد الله تعالى من الخطاب القرآني.
و هذا المراد الذي ننتهي إليه ـ مهما كان علمنا و تجربتنا و خبرتنا ـ هو مراد نسبي، محدود في الزمان و المكان، و لا يمكن أن نقطع على الله تعالى بأنه المراد الوحيد،
و من ثم أصل علماؤنا هذه القاعدة: " القطع على الله تعالى بالمراد بدعة ".
إذا تقرر ذلك تبين لنا أن تفسير القرآن الكريم في ضوء ما يستجد من علوم ومعارف، و تجارب وخبرات، هو واجب شرعي ـ في اعتقادي ـ يمليه واجب تبليغ الدعوة إلى كل الناس.
فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وفقنا الله جميعا لخدمة كتابه الكريم.
و تفضلوا أخي الكريم بقبول تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و لا يفوتني أن أحيي الأخ الأستاذ الكريم خلوصي، و أشيد باهتمامه و تواصله.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.