[آية في سورة النحل أشكلت علي يا علماء التفسير!]
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[18 Jul 2010, 05:04 م]ـ
ههنا آية أشكلت علي ولم أفهم ماذا عنى الله بها
وهي قول الله عز وجل في سورة النحل ( ..... وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر ...... )
إذ لم يتبين لي كيف أن هناك سرابيل تقي من الحر مع أن الواقع لا توجد فيه مثل هذه السرابيل إنما الموجود سرابيل تخفف من شدة الحر
وعليه فما هو معنى الآية أيها السادة؟!!!!
وجزاكم الله خيرا
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[18 Jul 2010, 07:06 م]ـ
السلام عليكم ... انا لم ادع الى ان ادلو بدلوي اذ ان الدعوة خصصت بعلماء التفسير، لكني احببت ان ازاحمهم في الدنيا عسى ان احشر معهم في الاخرة.
فالسرابيل هي القمصان على رأي الكثير من المفسرين، وتقيكم بمعنى تخفف عنكم، فليس بالضرورة ان يدل الخطاب على ان الوقاية ستكون مغيرة للحال الكلي فهذا يحتاج الى تدخل الهي لتغيير سنن كونية كما حصل في معجزات بعض الانبياء مثل سيدنا ابراهيم عليه السلام.
وبالتالي الوقاية هنا تدل على التخلص من اقوى الحر واشده، وانت اذا امسكت في الحر اللاهب مظلة ستكون واقية لكن هذا لا يعني سوف لن تشعر الا بالبرودة فقط بل ستشعر بحرارة اخف بفعل الوقاية بالمظلة، وهكذا كما تابعت الاية فقالت: (وسرابيل) تقيكم بأسكم وهي الدروع، فلا يعني من حمل الدرع سوف لن يصاب بأي ضربة، لكنه سيكون واقيا من اكثر واغلب الضربات ... هذا ما لدي والله اعلم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[19 Jul 2010, 04:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السرابيل، هي القمص، والقميص نوع من اللباس، فالوقاية على قدر القميص، هل رأيتم في يوم من الأيام قميصا يغطي الإنسان فلا يُرى منه شيء، فالقميص يقي من الحر على قدره، فبذلك لا إشكال، والعلم عند الله تعالى.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Jul 2010, 05:52 ص]ـ
السّرابيل: جمع سربال، وهو القميص المعتاد يقي الجسد حرّ الشمس.
أما السّرابيل التي تقي البأس في الحرب من طعان ونحوه فهي دروع الحديد. ولها من الأسماء: القميص الدرع، والسّربال، والبدن.
ومعنى تقيكم بأسكم أي: تدفع عنكم ضرر الحرب، قال الله: {ما لهُمْ مِن الله مِن واق} أي: من دافع.
وفي اللسان: وقاهُ: صانَه.
ووقاه ما يَكْرَه
ووقَّاه: حَماهُ منه وفي التنزيل العزيز {فوقاهُمُ الله شَرَّ ذلك اليومِ}.
وجزى الله الأخ مثنى وأم عبد الله خيرا.
والتحليل الذي تفضل به الأخ الزيدي تحليل جيد مفيد مقبول.
إذ الوقاية هنا وقاية نسبية لا وقاية مطلقه كما تفضل الشيخ اليعربي وشرح في المشاركة الأم.
والله الموفق
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[19 Jul 2010, 12:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: اليعربي، و الزيدي، و أم عبد الله، و أبو عمر ـ حفظهم الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
من خواص القرآن الكريم التي يتعين مراعاتها و نحن بصدد تفسيره:
أن كلام الله تعالى متعال عن الزمان و المكان، أي إنه مطلق
ومن ثم فلا يجوز تقييد هذا المطلق بناء على تجربتنا وخبرتنا وعلمنا المحدود في الزمان والمكان أي نسبي.
وقديما بين علماؤنا أن عدم احترام هذه الخاصية القرآنية يفضي إلى معان مجافية لمراد الله تعالى من الخطاب القرآني، وقد أشاروا إليها بقولهم:
قياس الغائب على الشاهد
أي قياس المطلق على النسبي، قياس عالم الغيب على عالم الشهادة، وهو قياس قد يصدق في بعض الحالات، و يكون سببا من أسباب تحصيل المعرفة، كما أنه يقوم حائلا ـ في كثير من الأحيان ـ دون بلوغ الحقيقة المرجوة، بل قد يفضي إلى نتائج خاطئة، ومن ثم حذروا من استعماله في تفسير القرآن الكريم، و اعتماده وسيلة من و سائل استخراج المعنى القرآني، ذلك أننا إذا قسنا النسبي ـ مهما عظم ـ على المطلق فإن الحصيلة تكون صفرا كما هو مقرر في الرياضيات.
إذا تقرر هذا فإن الآية الكريمة و نظيراتها لا يجوز إخراجها عن إطلاقها، ذلك أننا لا نعرف ملابس تقي وقاية تامة، و إنما معهود الملابس عندنا أنها تقي وقاية نسبية. فهل معنى ذلك أن الملابس ستظل كذلك في مستقبل الزمان أم سيلحقها التطوير والابتكار لنصل إلى ملابس واقية وقاية تامة من الحر؟.
¥