تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أَحسَنَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم ... القرآن أحسن من ماذا؟

ـ[منيب عرابي]ــــــــ[13 Jun 2010, 03:32 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أثناء قراءتي للقرآن الكريم تدور في ذهني بعض الأسئلة بشكل يومي تقريباً. ولا أجد دائماً الوقت لبحث تفسيرها أو يكون تفسيرها غير كاف وشاف. وهذا السبب الرئيسي لتسجيلي في هذا الموقع المبارك. وسأقوم بطرح أسئلتي إن شاء الله علي أرتقي بفهمي لآيات الله.

السؤال:

وَاتَّبِعوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ بَغتَةً وَأَنتُم لا تَشعُرونَ ?55?

في التفسير: أحسن ما أنزل: هو القرآن.

السؤال: القرآن أحسن من الكتب السماوية السابقة. ولكن الكتب السماوية لم تنزل على العرب. القرآن هو من "أنزل إليكم من ربكم". فما معنى لفظ التفضيل "أحسن".

أي أن "ماذا أحسن من ماذا"؟

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Jun 2010, 01:36 م]ـ

الأخ الفاضل أرجو أن تجد الإجابة في التالي:

قال الإمام الشنقيطي رحمه الله:

"قوله تعالى: {الذين يَسْتَمِعُونَ القول فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَه}.

أظهر الأقوال في الآية الكريمة، أن المراد بالقول، ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، من وحي الكتاب والسنة، ومن إطلاق القول على القرآن قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ القول} [المؤمنون: 68] الآية. وقوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هوَ بالهزل} [الطارق: 1314]. وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَه} أي يقدمون الأحسن، الذي هو أشد حسناً، على الأحسن الذي هو دونه في الحسن، ويقدمون الأحسن مطلقاً على الحسن. ويدل لهذا آيات من كتاب الله.

أما الدليل على أن القرآن الأحسن المتبع. ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم من الوحي، فهو في آيات من كتاب الله كقوله تعالى: {واتبعوا أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ} [الزمر: 55] وقوله تعالى لموسى يأمره بالأخذ بأحسن ما في التوراة {فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا} [الأعراف: 145].

وأما كون القرآن فيه الأحسن والحسن، فقد دلت عليه آيات من كتابه.

واعلم أولاً أنه لا شك في أن الواجب أحسن من المندوب، وأن المندوب أحسن من مطلق الحسنن فإذا سمعوا مثلاً قوله تعالى: {وافعلوا الخير لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77] قدموا فعل الخير الواجب، على فعل الخير المندوب، وقدموا هذا الأخير، على مطلق الحسن الذي هو الجائر، ولذا كان الجزاء بخصوص الأحسن الذي هو الواجب والمندوب، لا على مطلق الحسن، كما قال تعالى: {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97] وقوله تعالى {وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الذي كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الزمر: 35] كما قدمنا إيضاحه في سورة النحل، في الكلام على قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، وبينا هناك دلالة على أن المباح حسن، كما قال صاحب المراقي:

ما ربنا لم ينه عنه حسن ... وغيره القبيح والمستهجن

ومن أمثلة الترغيب في الأخذ بالأحسن وأفضليته مع جواز الأخذ بالحسن قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ} [النحل: 126] فالأمر في قوله: {فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} للجواز، والله لا يأمر إلا بحسن. فدل ذلك على أن الانتقام حسن، ولكن الله بين أن العفو والصبر، خير منه وأحسن في قوله: {وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ} وأمثال ذلك كثيرة في القرآن، كقوله تعالى في إباحة الانتقام، {وَلَمَنِ انتصر بَعْدَ ظُلْمِهِ فأولئك مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ} [الشورى: 41]، مع أنه بين أن الصبر والغفران خير منه، في قوله تعالى: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمور} [الشورى: 43]، وكقوله في جواز الانتقام {لاَّ يُحِبُّ الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير