[التفسير القيم للإمامين ابن تيمية وابن القيم (مكانة الإمامين في علم التفسير)]
ـ[أحمد إبراهيم محمد]ــــــــ[12 Jul 2010, 10:53 م]ـ
أهمية هذا التفسيرالمبارك وشدة الحاجة إليه
الحمد لله الذي علم القرآن، خلق الإنسان علمه البيان، وصلى الله وسلم على المبعوث إلينا بأوضح حجة وأكمل برهان، وأستعين وأتوكل على ربي وإلهي ومولاي الرحمن.
أما بعد:
قال الإمام المؤرخ عماد الدين بن كثير صاحب التفسير المشهور:
"في يوم الاثنين ثاني المحرم درس الشيخ الامام تقي الدين بن تيمية الحراني بدارالحديث وكان درسا هائلا، وقد كتبه الشيخ تاج الدين الفزاري بخطه لكثرة فوائده، وكثرة ما استحسنه الحاضرون. وقد أطنب الحاضرون في شكره على حداثة سنه وصغره، فإنه كان عمره إذ ذاك عشرين سنة وسنتين، ثم جلس الشيخ تقي الدين يوم الجمعة عاشر صفر بالجامع الاموي بعد صلاة الجمعة على منبر قد هيئ له لتفسير القرآن العزيز، فابتدأ من أوله في تفسيره".
وفي هذا قال مؤرخ الإسلام الذهبي رحمه الله: "وخضع العلماء لحسن درسه، وحضره قاضي القضاة بهاء الدين، والشيخ تاج الدين، ووكيل بيت المال زين الدين، وزين الدين المنجا، وجماعة، وجلس بجامع دمشق على كرسي أبيه، يوم الجمعة عاشر صفر، وشرع في تفسير القرآن من الفاتحة".
قال ابن كثير:"وكان يجتمع عنده الخلق الكثير، والجم الغفير، من كثرة ما كان يورد من العلوم المتنوعةالمحررة، مع الديانة والزهادة والعبادة، سارت بذكره الركبان في سائرالأقاليم والبلدان، واستمرعلى ذلك مدة سنين متطاولة! ".
ولقد قال ابن رجب رحمه الله:" فكان يورد من حفظه في المجلس نحو كراسين أو أكثر، وبقي يفسر في سورة نوح عدة سنين" ..
لقد كان الشيخ الجليل بحق، آية من آيات الله في التفسير!. قال ابن سيد الناس رحمه الله:" لم تر عين من رآ مثله، ولا رأت عينه مثل نفسه، كان يتكلم في التفسير، فيحضر مجلسه الجم الغفير، ويردون من بحر علمه العذب النمير، ويرتعون من ربيع فضله في روضة وغدير".
ولقد كان هذا هو الهدف المنشود بإذن الله تبارك وتعالى، من هذا التفسير المبارك: وهو أن أرتوي منه ويرتوي معي كل ظامىء إلى علم هذا الحبر البحر؛ وإلى علم تلميذه العلامة المفيد ابن القيم، الذي كان أيضا بحق مفسرا فذا، قل نظيره ..
ولذلك عزمت، مستعينا بالله، وعليه توكلت، أن أجمع ما تفرق في ثنايا كتبهما من التفاسير القيمة، مع العلم أن هذا العمل يحتاج، ولا شك، الى جهد ووقت كبيرين، ولكن يهونه علينا إن شاءالله تبارك وتعالى، أن أحب العمل الى الله أدومه وإن قل ..
ولذلك فلن يفت في عضدنا ضخامة هذا العمل، ما دمنا في ما يحبه الله، وسنقوم مرة بعد مرة، بإذن الله تعالى، بعرض مايسره الله عز وجل من تفاسيرهما، ولواستمر الأمر على ذلك مدة سنين متطاولة! كما كان يعرضه صاحبه رضي الله عنه وأرضاه على محبيه ومريديه ..
وقد رأيت أن يكون أول ما أخطه في هذا العمل هو تفسير فاتحة الكتاب وأم القرآن تبركا بهذه السورة المباركة، مع العلم أن ذلك مسبوق بحديث الإمامين عن فضائلها،كما لهما مباحث قيمة حول هذه السورة، سندرجها بإذن الله في الوقت المناسب، كما أنه لابد أن نتعرف على مكانة هذين المفسرين في هذا العلم، كما بينها العارفون المعتمد على كلامهم، والمرجوع الى أقوالهم في هذاالشأن، وهو نقد الرجال، سواء منهم من كان معاصرا لهما، أو قريبا من عصرهما، أوكان بعيدا.
ولإن علم التفسير-وإن كان علما قائما بنفسه- هو يرتبط بالعلوم الأخرى، لحاجة المفسر إليها، فهي أدوات له، فكلما غاص فيها المفسر، وتمكن منها، كلما علا قدره في هذا العلم، وسما فيه شأنه، فإننا سنذكر من ذلك مايعيننا على بلوغ المقصود بإذن الله
والله أسأل أن يعين على إخراجه على الوجه الأكمل ويجعله خالصا لوجه .. وإني لأرجو من ساداتنا العلماء أولي الرأي السديد وأساتذتنا الأجلاء وعموم القراء الأفاضل أن يمدونا بما لديهم من رأي سديد وقول حكيم يفيد في إتمامه على الوجه الذي يليق به فإنه لمطلب عزيز وغاية حميدة وأمنية غالية أن يكون لدينا تفسير شامل لكتاب الله لهذين الإمامين الجليلين والله المستعان ..
(ملحوظة: من طبيعة هذا الموضوع أنه متجدد باستمرار وستنضاف اليه المزيد من المباحث والتفسيرات القيمة بإذن الله!)
مكانة هذين الإمامين الجليلين في علم التفسير:
¥