تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"أَن أَدّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ " - تساؤلات حول قصة موسى وفرعون؟

ـ[منيب عرابي]ــــــــ[20 Jun 2010, 11:14 ص]ـ

وَلَقَد فَتَنّا قَبلَهُم قَومَ فِرعَونَ وَجاءَهُم رَسولٌ كَريمٌ ?17?

أَن أَدّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ ? إِنّي لَكُم رَسولٌ أَمينٌ ?18? - الدخان

جاء في التفسير الميسر:

وقال لهم موسى: أن سلِّموا إليَّ عباد الله من بني إسرائيل وأرسلوهم معي؛ ليعبدوا الله وحده لا شريك له، إني لكم رسول أمين على وحيه ورسالته. (18)

بنو إسرائيل كانوا من أقوام مصر المستضعفين.

قوم فرعون كانوا من أقوام مصر الأقوياء.

وكان هناك أقوام أخرى في مصر تتراوح بين الضعف والقوة.

فرعون استحيى نساء بني إسرائيل واتخذ رجالهم سخرياً. فأراد موسى عليه السلام أن يُخرج بني إسرائيل من هذا الذل فطلب من فرعون بأن يسمح لهم بالخروج من مصر وهذا ما رفضه فرعون .... الى آخر القصة

لدي بعض الأسئلة حول قصة موسى عليه السلام:

- هل كان هدف موسى عليه السلام من البداية أن يخرج هو وبني إسرائيل من مصر؟ أم أنهم اضطروا إليها بعدما رفض فرعون وقومه الإيمان بموسى وهارون - عليهما السلام؟

- قيد التفسير كلمة "عباد الله" بـ "بني إسرائيل". لماذا يظهر وكأن موسى عليه السلام اهتم ببني إسرائيل فقط - أي القوم الذين ينحدرون من يعقوب عليه السلام - ماذا بشأن الأقوام الأخرى؟

- هل آمن معظم بني إسرائيل أو كلهم؟ أم أصلاً بني إسرائيل كانوا موحدين مؤمنين ولكنهم مقهورين؟

- ماذا بالنسبة لامرأة فرعون التي آمنت - ومثيلاتها من الرجال والنساء الذين آمنوا وهم ليسوا من بني إسرائيل؟ هل طلب موسى عليه السلام منهم أجمعين أن يخرجوا معه؟ أم كان الاقتصار فقط على بني إسرائيل؟

جزاكم الله خيراً

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Jun 2010, 11:56 ص]ـ

أخي الكريم منيب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأصل في رسالة موسى عليه الصلاة والسلام هي إلى بني إسرائيل ودعوة فرعون تبع هذا ما تشير إليه الآيات:

"وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) " سورة الأعراف

"وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) " سورة طه

"وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) " سورة الشعراء

"وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " الصف (5)

إذاً نخلص من هذا أن موسى عليه السلام كانت رسالته في أساسها هي إلى بني إسرائيل ودعوة فرعون كانت تبعا لذلك.

أما من آمن لموسى عليه السلام ففي البداية لم يؤمن معه إلا القليل كما هو مبين في قول الله تعالى من سورة يونس:

"وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) "

أما بنو إسرائيل فقد كانوا على عقيدة التوحيد وربما انحرفوا عنها تحت الوضع القاهر الذي كانوا يعيشون تحته، وإلا فهم كانوا على عقيدة يوسف عليه السلام وربما كان معهم بعض المصريين على هذه العقيدة وهذا ما يشر إليه قول الله تعالى في سور غافر:

"وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ" (34)

ثم كون موسى عليه السلام لم يكلف بدعوة بقية الأمم لا يعني ذلك أن الله يميز بين البشر لاختلاف عنصرهم وإنما لحكمة هو يعلمها ولا تخلو أمة من رسول يقيم الحجة عليها، قال تعالى:

"إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ " فاطر (24)

أرجوا أن أكون قد وفقت إلى الاجابة على بعض استفساراتك.

والسلام عليكم ورحمة الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير