ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Jun 2010, 06:37 م]ـ
سورة الفاتحة تنقسم نصفها إلى حمد من قوله تعالى (الرحمن الرحيم) إلى قوله (مالك يوم الدين) ونصفها دعاء بدءاً من (إياك نعبد وإياك نستعين) إلى آخر السورة. ومن بديع البيان القرآني استخدام أسلوب الالتفات من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة. ولو استشعرنا معنى آيات الحمد التي في أوائل السورة فنقرأها بقلب صادق ونستشعر معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي) نسشعر عندما نصل إلى آية (إياك نعبد وإياك نستعين) وكأننا صرنا في حضرة الله تعالى نخاطبه عياناً وندعوه أنه لا نعبد سواه ولا نستعين بغيره أبداً وهذا المعنى الجميل يشعر العبد بقربه من ربه إذا أطاعه وعرف قدره وعظيم قدرته وأنه هو الله الرب الرحمن الرحيم مالك يوم الدين الذي يستحق الحمد على كل هذه الصفات العليا وسيتحقق له معنى قوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) فيدعو العبد بما يشاء فيقول (إياك نعبد وإياك نستعين* إهدنا الصراط المستقيم*صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) وحينها سيتأكد أن دعاءه مجاب من هذا الرب الرحمن الرحيم الذي بيده ملكوت كل شيء في الدنيا والآخرة.
هذا والله تعالى أعلم
ـ[لا تغتر]ــــــــ[11 Jun 2010, 07:11 م]ـ
نقل "البقاعي" في تفسيره عن "الحرالي" فقال:
((قال الحرالي:
وهذه الآيات، أي هذه وما بعدها، مما جاء كلام الله فيه جارياً على لسان خلقه ..
فإن القرآن كله كلام الله، لكن منه ما هو كلام الله عن نفسه، ومنه ما هو كلام الله عما كان يجب أن ينطق، على اختلاف ألسنتهم وأحوالهم وترقي درجاتهم ورتب تفاضلهم، مما لا يمكنهم البلوغ إلى كنهه؛ لقصورهم وعجزهم .. فتولى الله الوكيل على كل شيء الإنباء عنهم بما كان يجب عليهم مما لا يبلغ إليه وُسع خلقه، وجعل تلاوتهم لما أنبأ به على ألسنتهم نازلاً لهم منزلة أن لو كان ذلك النطق ظاهراً منهم لطفاً بهم وإتماماً للنعمة عليهم ..
لأنه تعالى لو وكلهم في ذلك إلى أنفسهم لم يأتوا بشيء تصلح به أحوالهم في دينهم ودنياهم ..
ولذلك لا يستطيعون شكر هذه النعمة إلا أن يتولى هو تعالى بما يلقنهم من كلامه مما يكون أداء لحق فضله عليهم بذلك ..
وإذا كانوا لا يستطيعون الإنباء عن أنفسهم بما يجب عليهم من حق ربهم، فكيف بما يكون نبأ عن تحميد الله وتمجيده؟!
فإذن ليس لهم وصلة إلا تلاوة كلامه العلي، بفهم كان ذلك أو بغير فهم، وتلك هي صلاتهم المقسمة التي عبر عنها فيما صح عنه علية الصلاة والسلام من قوله تعالى: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين» ثم تلا هذه السورة ..
فجاءت الآيات الثلاث الأول بحمد الله تعالى نفسه، فإذا تلاها العبد قبل الله منه تلاوة عبده كلامه وجعلها منه حمداً وثناء وتمجيداًَ ..
وجاءت هذه الآيات على لسان خلقه فكان ظاهرها التزام عهد العبادة ... ))
منقول عن الأخ "متعلم" بارك الله فيه
ـ[المفاز]ــــــــ[11 Jun 2010, 09:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال البغوي-رحمه الله-في معالم التنزيل:
والضمير المنفصل هو: «إيا» وما يلحقه من الكاف، والهاء، والياء هي: حروف لبيان الخطاب، والغيبة، والتكلم، ولا محل لها من الإعراب كما ذهب إليه الجمهور، وتقديمه على الفعل لقصد الاختصاص، وقيل للاهتمام، والصواب أنه لهما، ولا تزاحم بين المقتضيات. والمعنى: نخصك بالعبادة، ونخصك بالإستعانة لا نعبد غيرك، ولا نستعينه،
والعبادة أقصى غايات الخضوع، والتذلل، قال ابن كثير: وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة، والخضوع، والخوف،
وعدل عن الغيبة إلى الخطاب لقصد الالتفات، لأن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى آخر كان أحسن تَطريةً لنشاط السامع، وأكثر إيقاظاً له كما تقرر في علم المعاني. والمجيء بالنون في الفعلين لقصد الإخبار من الداعي عن نفسه، وعن جنسه من العباد، وقيل إن المقام لما كان عظيماً لم يستقلّ به الواحد؛ استقصاراً لنفسه، واستصغاراً لها، فالمجىء بالنون لقصد التواضع، لا لتعظيم النفس.
وقدمت العبادة على الإستعانة لكون الأولى وسيلة إلى الثانية، وتقديم الوسائل سبب لتحصيل المطالب، وإطلاق الإستعانة لقصد التعميم. اهـ
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[11 Jun 2010, 10:26 م]ـ
أرأيت كيف فاض عليك الخير أخي الكريم (لا تغتر)؟ وقد نلت من سؤالك ما كنت تشتهي وزيادة. فالحمد لله أولاً وآخراً وبارك الله بهؤلاء الأخوة الذين لا يخذلون سائلاً ولا يردون طالباً. والشكر لك أخي مرة أخرى على سعة صدرك وعلى سؤالك الشيّق ز