تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الجهر بالسواء مِنَ القول إِلاَّ مَن ظُلِمَ} [النسا: 148] مع أنه أشار إلى أن العفو خير منه، و أنه من صفاته جل وعلا مع كمال قدرته وذلك في قوله بعده: {إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهْ أَوْ تَعْفُواْ عَن سواء فَإِنَّ الله كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً} [النساء: 149]. وكقوله جل وعلا مثنياً على من تصدق، فأبدى صدقته {إِن تُبْدُواْ الصدقات فَنِعِمَّا هِيَ} [البقرة: 271] ثم بين أن إخفاءها وإيتاءها الفقراء، خير من إبدائها الذي مدحه بالفعل الجامد، الذي هو لإنشاء المدح الذي هو نعم، في قوله {إِن تُبْدُواْ الصدقات فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الفقرآء فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [البقرة: 271].

وكقوله في نصف الصداق اللازم، للزوجة بالطلاق، قبل الدخول، فنصف ما فرضتم، ولا شك أن أخذ كل واحد من الزوجين النصف حسن، لأن الله شرعه في كتابه في قوله {فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ} [البقر: 237] مع أنه رغب كل واحد منهما، أن العفو للآخر عن نصفه، وبين أن ذلك أقرب للتقوى وذلك في قوله بعده {وَأَن تعفوا أَقْرَبُ للتقوى وَلاَ تَنسَوُاْ الفضل بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237].

وقد قال تعالى: {وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [الشورى: 40] ثم أرشد إلى الحسن بقوله {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله} [الشورى: 40] وقال تعالى: {والجروح قِصَاصٌ} [المائدة: 45] ثم أرشد إلى الأحسن، في قوله: {فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ} [المائدة: 45] ".

ويقول الطاهر بن عاشور رحمه الله:

" (و {أحْسَنَ} اسم تفضيل مستعمل في معنى كامل الحسن، وليس في معنى تفضيل بعضه على بعض لأن جميع ما في القرآن حسن فهو من باب قوله تعالى: {قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه} [يوسف: 33]."

ـ[منيب عرابي]ــــــــ[15 Jun 2010, 02:51 م]ـ

رد محكم من الشنقيطي رح1 كفّى ووفّى ... وقد قرأت جواب ابن عاشور رح1 من قبل ولم أجده شافياً.

جزاك الله خيراً.

بالمناسبة ... سأرسل الكثير من مثل هذه الأسئلة الخفيفة.

فأنا إنسان بسيط لا أبحث عن التحقيق العلمي العميق لمثل هذه الأسئلة ولكن أبحث عن فهم لآيات تمر علي وأنا أقرأ القرآن وأتدبره. فإن وجدت أن فهمك كاف للآية فتفضل به وليس من الضروري أن تعزوه إلى كلام مفسر أو نقل كلامه بعينه - من أجل الدقة العلمية - أو تقوم ببحث لتفسير الآية من عدة مفسرين أو ما شابه.

أقول هذا لأسهل عليك وعلى إخواننا في هذا المنتدى لمن يريد أن يجيب أسئلتي ويساعدني في فهم كلام الله عز وجل.

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Jun 2010, 09:50 م]ـ

مرحبا بك أخي منيب العرابي ..

والملتقى في خدمة جميع طلاب العلم مثلك، وفقك الله وسددك.

أما قولك إنك لم تجد في كلام ابن عاشور ما يشفي فأظن أن هذا راجع لعدم الاستيعاب الوافي لما قال، وكلنا نقع في مثل هذا، فكلامه فيها من أشهر ما قيل في معنى الآية.

يمكن أن يوضح معناه بأن (أحسن) لا يلزم منه التفضيل، بمعنى أنه لا يلزم من هذا التعبير أن يكون هناك مفضل ومفضل عليه (حسن وأحسن)، بل يكون معنى أحسن هو (كامل الحُسن)، وهذا أسلوب عربي يدركه العرب، وأصبح خافيا علينا -مثل كثير من التعابير- بسبب العجمة التي أصابتنا.

ومرحبا بك أخي الفاضل مرة أخرى.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير