ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[22 Jun 2010, 10:31 م]ـ
جزى الله الإخوة على مشاركاتهم ..
وقد استفدت منها في تلخيص الآتي، بعد قراءة الدر المنثور والتحرير والتنوير:
= في السياق:
1 - هذا الجمع التكسيري (الكوافر) ورد في سورة الممتحنة ولم يرد في غيرها.
2 - سورة الممتحنة سميت بأمر يتعلق بامتحان النساء ليتبين حكمهن من الإيمان: (المؤمنات) والكفر (كوافر).
3 - السياق الذي وردت فيه الكلمة بهذا الجمع كله في أمر النساء الممتحنات بعد مقدمهم على المدينة مهاجرات.
4 - بدأ هذا السياق بقوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاحرات فامتحنوهن ... ) إلى آخر السورة .. وهو سياق تفصيل لإجمال ما ورد في صلح الحديبية.
5 - جاء ذكر المؤمنات في سياق الأمر (فامتحنوهن)، وجاء ذكر (الكوافر) في سياق النهي (لا تمسكوا .. ).
6 - الأمر بالامتحان يتحقق في المؤمنات ابتداء من القلة حتى لا يتبادر الاستثناء منها، أي: ولو كانت المهاجرات قليلات فامتحنوهن.
7 - النهي عن الإمساك بعصم الكوافر يشمل كل النساء اللاتي جئن مهاجرات لأسباب أخرى غير الإيمان أو كن في مكة، فلا تستثنوا منهن كافرة مهما كانت وأين كانت وكيف كانت .. ولذا طلق بعض الصحابة رض2من تحته من النسوة كعمر رض1، وآجلَ بعضٌ آخر إلى الحول ليطلق ..
= في اللفظ:
لفظ الكوافر يدل على أمور:
1/ أنهن نسوة، وهو ظاهر من السياق بلا عناء، وإن كانت الكوافرُ جزءاً من الكفار.
2/ أنهن كثيرات، لأن فواعل من صيغ الكثرة، وهذا يبين أن شأن الكفر في النساء أكثر، إما من ناحية النوع وإما من ناحية العدد، وعليه الحديث: (إني رأيتكن أكثر أهل النار .. ) و (إنكن لتكفرن العشير .. )، وهذه الكثرة تجعل المؤمنين يتأهبون ويبالغوا في الانتباه من أمر النساء (إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم) .. وهذا الامتحان تحقق في زمن النبيء صل1بالبيعة.
3/ أنها جاءت على صيغة جمع مكسر، ومما يفيده التكسير اختلافه عن صيغة واحِدهِ، فكأنه اختلف في جمعه لما اختلفت أنواع آحاده، بخلافها إذا كان على صيغة جمع السلامة.
4/ أن المعنى الذي تلبست به هذه الكلمة = ذو خطر، وهو الكفر أو الكفران، وهو المعنى الذي يجب أن يتحرر منه المجتمع المسلم أو بمعنى دقيق: الأسرة المسلمة.
5/ والكوافر هن اللائي قصرن عن العمل بالمذكورات في قوله تعالى (((يأيها النبيء إذا جاك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً ... فبايعهن))) .. وأمسكن أيديهن عن المبايعة لسبب رفضنه من بنود البيعة. أما المؤمنات فهن اللاتي استكملن ذلك كله من جهة القبول به والمبايعة عليه.
وما التوفيق إلا بالله.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Jun 2010, 11:03 م]ـ
أحب أن أضيف شيئا ربما هو في نظرى السر في العدول عن "الكافرات" إلى " الكوافر"
ألا وهو التناسق اللفظي.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[22 Jun 2010, 11:05 م]ـ
أحب أن أضيف شيئا ربما هو في نظرى السر في العدول عن "الكافرات" إلى " الكوافر"
ألا وهو التناسق اللفظي.
وضح أكثر يا شيخنا الفاضل
ما وجه ذلك التناسق الذي لمحه نظرك الكريم؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[22 Jun 2010, 11:08 م]ـ
نعم التناسق اللفظي واختلاف مشارب العقائد عند الكوافر والله تعالى أعلم. رغم ان التناسق اللفظي يكون دوماً لصالح المعنى الذي لا يصلح لفظاً غيره له.