تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

القصة المشابه لقصة عيسى عليه السلام - في التفصيل المسبق – هي قصة آدم عيه السلام،فأبونا آدم لم تبد قصته من لحظة خلقه أو نفخ الروح فيه بل كانت لها مقدمات اوردتها سورة البقرة خاصة في حوار الله مع الملائكة عن المخلوق القادم – خليفة الأرض- وتساؤلات الملائكة ومن ثم جاءت (لقطة) الخلق والاختبار والسجود وما تلاها من احداث فهل تماثل قصة آدم قصة عيسى في هذا فقط؟

ان الاية التي جمعت الاثنين في قوله تعالى (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)] آل عمران:59 [فهذه الاية جاءت في محضر رد النبي – عليه الصلاة والسلام – لنصارى نجران اذ " قالوا: يا محمد، فيم تشتم صاحبنا؟ قال: (من صاحبكم)؟ قالوا: عيسى ابن مريم تزعم انه عبد.

قال: (أجل انه عبد الله وروحه وكلمته، ألقاها الى مريم وروح منه).

فغضبوا وقالوا: لا ولكنه هو الله نزل من ملكه فدخل في جوف مريم ثم خرج منها فأرانا قدرته وأمره، فهل رأيت قط انسانا خلق من غير أب؟.

فأنزل الله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم))] المائدة:175 [وأنزل الله تعالى: (ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون))] آل عمران:59 [" (3)

لكن فيها (مثلية) أخرى يشير اليها المهندس / عبدالدائم الكحيل فيقول " بل هناك تماثل في ذكر كل منهما في القرآن. فلو بحثنا عن كلمة (عيسى) في القرآن نجد أنها تكررت بالضبط 25 مرة، ولو بحثنا عن كلمة (آدم) في القرآن لوجدنا أنها تتكرر 25 مرة أيضاً " (4) وليس هذا فقط بل " أن الآية التي اجتمع فيها الاسمان هي الآية السابعة في ترتيب الآيات التي ذكر فيها (آدم) وكذلك هي الآية السابعة في الآيات التي ذكر فيها (عيسى) " (5)

قصة ميلاد عيسى

وفي قصة ميلاد عيسى عليه السلام لمحة جميلة في لحوار الذي دار بيم السيدة مريم عليها السلام والسيد المسيح اذ يقول الله تعالى: (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)] مريم:24 - 26 [فكأن الحوار (تدريب) مسبق للسيدة مريم اذ ما واجهت قومها وطلبت احالة الامر على الطفل الذي في المهد فيكون طلبها ساعتها عن اطمئنان بكونه عليه السلام سيتحدث معهم مثل تحدثه معها في تلك اللحظات الحرجة .. وهنا احب ان اشير إلى ان لفظة (سريا) قد ذهب بعض المفسرين لاعتبارها اسم من اسماء النهر لان الايات التي بعدها تقول (فكلي واشربي) فالاكل سيكون من (الرطب) المتساقط فمن اين الشرب؟ فكان المخرج ان تكون سريا للشرب؟!!

لذا يقول صاحب روح المعاني " كلي من ذلك الرطب واشربي من ذلك السرى" (6) معتمدين على حديث للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه "إن السري الذي قال الله لمريم: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} نهر أخرجه الله لتشرب منه" (7) ..

اقول هذا لا يصح فليس وجود الشرب شرطا ان يذكر القرآن سبب الشرب فالقران يجمع الاكل والشرب دون مصوغ احيانا للاكل أو الشرب واقرأ معي قوله تعالى (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)] البقرة:60 [نلاحظ كل مسببات الشرب مع ذلك ذكر الاكل معه بل وقدمه على الشرب فلماذا؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير