تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال الفراء: هذا معناه (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ) ولا يشاء إخراجهم. وأنت تقول في الكلام: لأعطينك كل ما سألتَ إلا ما شئتُ، وإلا أن أشاء أن أمنعكَ، والنيةُ أن لا تمنعه، كذلك هاهنا قال: إلا ما شاء الله، أي: إلا ما شاء الله أن ينسيك ذلك، ولم يشأ أن تنساهُ، فلم تنسَ ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn6)).

? إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) ?

أي: السر والعلانية.

?وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) ?

أي: نهوّن عليك أعمال الجنة، ونسهل لك العمل الذي يوصلك إلى الجنة.

واليسرى، الفُعلى، من اليسر: وهو سهولة عمل الخير.

والمعنى: نوفقك للشريعة اليسرى، وهي الحنيفية، ونهوّن عليك الوحي، ونسهّله حتى تحفظه ولا تنساه، وتعمل به ولا تخالفه.

وقيل: معناه: نسهّل لك من الألطاف والتأييد ما نثبتك على أمرك ونسهل لك المستصعب من تبليغ الرسالة والصبر عليه. وهذا أحسن ما قيل فيه؛ فإنه يتصل بقوله: (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى)، فكأنه سبحانه أمره بالتبليغ ووعده النصر وأمره بالصبر.

?فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) ?

والذكرى تنفع لا محالة، ومعناه فيما عندك كما تقول: سله أن يقع السؤال، أي: فيما يجوز عندك.

وقيل: عظ الخلق إن نفعت لهم الذكرى. ومعنى هذا أنه قد علم صلى الله عليه وعلى آله ان الذكرى تنفع، إما في ترك الكفر، أو ترك المعصية، أو في الاستكثار من الطاعة، فالذكرى تنفع في الجملة، والنبي _ عليه وآله السلام _ علم ذلك، فقال تعالى ذكرهم إذ قد علمت أن الذكرى تنفع، وهذا كما تقول للجائع: كل إن علمت أن الأكل ينفع، فيكون قوله هذا حثّا له على الأكل وتنبيها على أنه هو الذي ينفع.

وقيل: معناه عظهم إن نفعت الموعظة أو لم تنفع؛ لأنه صلوات الله عليه بعث للإنذار والإعذار، فعليه التذكير في كل حال، نفع أو لم ينفع.

ولم يذكر الحاللة الثانية اكتفاءً بالحالة الأولى.

?سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) ?

أي: سيتعظ بالتذكير من يخشى الله ويخشى عقوبته.

وقيل: قوله تعالى: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) «إن» شرط، وجوابه قوله: (سَيَذَّكَّرُ) إلا أنه ارتفع لأجل السين التي فيه، وهي تنوب مناب الفاء، معناه: إن تنفع الذكرى فذكر من يخشى.

وقيل: سيذكر من يخشى، أي: سيتعظ بالقرآن من يخشى الله تعالى ويخاف عقابه.

?وَيَتَجَنَّبُهَا? أي: ويتجنب الذكرى ?الْأَشْقَى (11) ? مبالغة في الوصف بالشقاء والشقوة. قال: تؤدي بهم إلى شدة العذاب.

?الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ?

يعني: الذي يدخل جهنم وهي النار الكبرى لأنه أشد حرا من نار الدنيا.

قيل: النار الكبرى: الطبقة السفلى من جهنم.

?ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا? موتا يستريح به ?وَلَا يَحْيَى (13) ? حياة يجد معها رَوْح الراحة واللذة ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn7)).

قيل: نزلت الآية في عتبة بن الوليد وأبي جهل وأشكالهم.

قوله تعالى: ?قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) ?

أي: صادف ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/#_ftn8)) البقاء والنجاة من تزكى. قيل: صار زاكيا بأن عمل صالحا.

وقيل: تصدق بماله، ويراد به الزكاة المفروضة.

وقيل: تزكى: أعطى زكاة الفطر.

وقيل: قد افلح من تزكى، أي: فاز من تطهر من الشرك، وقال لا إله إلا الله.

?وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) ?

يعني ذكر اسم ربه أي بعد أن أعطى زكاة الفطر يشتغل بالتكبير.

قوله تعالى: (فصلى) أي: شهد الصلاة مع الإمام يوم العيد.

وقيل: ذكر الله بقلبه عند صلاته، فرجا ثوابه، وخاف عقابه، فغن الخشوع في الصلاة بحسب الخوف والرجاء.

وقيل: ذكر اسم ربه بلسانه عند دخوله في الصلاة، فصلى بذلك الاسم، أي: قال: الله أكبر؛ لأن الصلاة لا تنعقد إلا به.

وقيل: هو أن يفتتح ببسم الله الرحمن الرحيم، ويصلي الصلوات الخمس المكتوبة.

?بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) ?

أي: تختارون الحياة الدنيا، ولا تعملون للآخرة.

ثم رغبهم في الآخرة فقال تعالى: ?وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) ?

أي: نعم الآخرة وما أعدّ الله تعالى لأوليائه فيها خير وأبقى مما اشتغلوا به وآثروه من دنياهم الفانية.

?إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) ?

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير